الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          [ ص: 52 ] ومن [77] كتاب اللباس.

                                                                                                                                                                                          قوله فيه: وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا، في غير إسراف ولا مخيلة   .

                                                                                                                                                                                          وقال ابن عباس : كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك اثنتان: سرف أو مخيلة .

                                                                                                                                                                                          أما حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، فأخبرنا عبد الرحمن بن أحمد بن مبارك ، قراءة علي، أنا أحمد بن منصور ، أنا علي بن أحمد السعدي ، عن أحمد بن محمد اللبان ، أن الحسن بن أحمد (المقرئ) أخبره: أنا أبو نعيم ، ثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا همام ، عن رجل ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده، أن النبي، صلى الله عليه وسلم ، قال: كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا، فإن الله - عز وجل - يحب أن يرى أثر نعمته على عبده .

                                                                                                                                                                                          رواه النسائي ، وابن ماجه ، من حديث يزيد بن هارون ، عن همام ، عن قتادة ، عن عمر بن شعيب ، به.

                                                                                                                                                                                          وروى الترمذي الفصل الأخير منه، من حديث عفان ، عن همام ، عن قتادة .

                                                                                                                                                                                          وكذا رواه ابن مردويه ، في تفسيره، من حديث عفان ، وحفص بن عمر ، عن همام .

                                                                                                                                                                                          قرأت على إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد ، عن أحمد بن أبي بكر الأرموي ، أن عبد الرحمن" مكي ، أخبره: أنا أبو طاهر السلفي الحافظ ، أنا [ ص: 53 ] أبو سعد بن خشيش ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو بكر النجاد ، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، ثنا أبو عبيدة بن الفضل بن عياض ، ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ، عن همام ، عن قتادة ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده، عن النبي، صلى الله عليه وسلم ، قال: كلوا واشربوا وتصدقوا في غير مخيلة، ولا سرف، فإن الله - عز وجل - يحب أن يرى أثر نعمته على عباده .

                                                                                                                                                                                          رواه ابن ماجه : عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن يزيد بن هارون ، عن همام ، بتمامه.

                                                                                                                                                                                          وقرأناه - عاليا - على أبي الحسن بن أبي المجد ، عن عيسى بن عبد الرحمن ، أن جعفر بن علي ، أخبره، أنا السلفي ، أنا نصر بن أحمد ، أنا أبو الحسن بن رزق ، ثنا جعفر بن محمد بن بنت حاتم ، ثنا عمرو بن حفص السدوسي ، ثنا مولى بني هاشم ، أنا همام بن يحيى ، عن قتادة ح.

                                                                                                                                                                                          وقرأت على أبي بكر بن إبراهيم ، أن أبا بكر" الرضي ، أخبره: عن سبط السلفي ، أنا جدي لأمي الحافظ (أبو) طاهر السلفي ، أخبرني أبو طاهر خالد بن عبد الواحد التاجر ، أنا محمد بن عبد الواحد بن رزمة ، ثنا أحمد بن يوسف ، ثنا الحارث بن محمد ، ثنا العباس بن الفضل ، ثنا همام ، عن قتادة ، والمثنى بن الصباح ، جميعا ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: كلوا واشربوا والبسوا، في غير إسراف ولا مخيلة . زاد الحارث في حديثه: حتى ترى نعمة الله عليكم، فإن الله يحب أن يرى نعمته على عبده .

                                                                                                                                                                                          وأما حديث ابن عباس ، فقال ابن أبي شيبة في مصنفه ، ثنا ابن عيينة ح. [ ص: 54 ] وأخبرنا عبد الله بن عمر بن علي فيما قرئ، على عائشة ابنة علي بن عمر الصنهاجية ، وهو يسمع أن أحمد بن علي الدمشقي ، أخبرهم: أنا أبو القاسم البوصيري ، أنا علي بن عمر الفراء ، أنا أبو محمد عبد العزيز بن (الحسن) بن إسماعيل ، أنا أبي، أنا أحمد بن مروان ، ثنا أبو بكر أخو خطاب ، ثنا خالد بن خداش ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن إبراهيم بن ميسرة ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال: كل ما شئت، والبس ما شئت، إذا أخطأتك اثنتان: سرف ومخيلة .

                                                                                                                                                                                          وقال عبد الرزاق في مصنفه : عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه، عن ابن عباس ، قال: أحل الله الأكل والشرب، ما لم يكن سرفا أو مخيلة .

                                                                                                                                                                                          رواه ابن جرير : عن محمد بن عبد الأعلى ، عن محمد بن ثور ، عن معمر ، مثله.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية