الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله [26] باب مس الحرير من غير لبس   .

                                                                                                                                                                                          ويروى فيه، عن الزبيدي ، عن الزهري ، عن أنس ، عن النبي، صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                          قال أبو القاسم الطبراني ، في المعجم الكبير: ثنا عمرو بن إسحاق، هو (ابن) إبراهيم بن العلاء بن زبريق ، ثنا أبي ، ثنا عمرو بن الحارث هو الحمصي ، ثنا عبد الله بن سالم ، عن الزبيدي ، عن الزهري ، عن أنس ، قال: أهدي للنبي، صلى الله عليه وسلم، حلة من إستبرق، فجعل أناس يلمسونها بأيديهم، ويتعجبون منها، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: تعجبكم هذه، فوالله لمناديل سعد في الجنة أحسن منها .

                                                                                                                                                                                          هكذا رواه الطبراني ، في معجمه، بهذا الإسناد.

                                                                                                                                                                                          وخالفه محمد بن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم ، عن أبيه: كما أخبرنا الحافظ أبو الفضل بن الحسين ، أنا علي بن أحمد بن محمد البزاز ، أنا علي بن أحمد بن عبد الواحد ، أنا عبد الصمد بن محمد القاضي ، أنا عبد الكريم بن حمزة ، أنا عبد العزيز بن (محمد) ، ثنا تمام بن محمد ، أنا أبو بكر محمد بن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي الحمصي، يعرف بابن زبريق ، أخبرني أبي، حدثتني علوية مولاة عمرو بن الحارث ، حدثني مولاي عمرو بن الحارث ، ثنا عبد الله بن سالم ، عن الزبيدي ، فذكره.

                                                                                                                                                                                          تابعه عبد الحميد بن إبراهيم ، عن عبد الله بن سالم .

                                                                                                                                                                                          [ ص: 63 ] أخبرناه الحافظ أبو الفضل بن الحسين ، بالسند المتقدم، إلى تمام ، أنا خيثمة بن سليمان بن عبد الحميد البهراني ، ثنا عبد الحميد ، به.

                                                                                                                                                                                          قال الدراقطني في الأفراد: لم يروه عن الزبيدي غير عبد الله بن سالم .

                                                                                                                                                                                          قلت: ذكر الحافظ أبو الحجاج المزي ، في الأطراف، أن مراد البخاري بهذا التعليق الحديث الذي أخرجه أبو داود في السنن، من حديث الزبيدي ، عن الزهري ، عن أنس ، أنه رأى على أم كلثوم بنت النبي ، صلى الله عليه وسلم، حلة سبراء، وليس كما يوهم إذ لو كان ذلك مراد البخاري لجزم به، لأنه صحيح مشهور، عن الزبيدي .

                                                                                                                                                                                          وقد أخرجه البخاري من حديث شعيب ، عن الزهري ، به. والذي صدرنا به هو مراد البخاري ، بلا ريب، ولذلك علقه بصيغة التمريض لغرابته، وتفرد ابن سالم به، وهو أوضح في المعنى المراد، والله أعلم.

                                                                                                                                                                                          ومما يؤكده أن البخاري لما روى في المناقب حديث البراء بن عازب في المعنى، قال عقبة : رواه الزهري ، عن أنس ، ولما علق حديث الزهري هذا، عن أنس هنا أسند حديث البراء بعينه أيضا، فتبين أن مراده ما أشرنا إليه، والله أعلم.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية