الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله [100] باب حمل صاحب الدابة غيره بين يديه   .

                                                                                                                                                                                          وقال بعضهم: صاحب الدابة أحق بصدر الدابة، إلا أن يأذن له. انتهى.

                                                                                                                                                                                          هذا المبهم يحتمل أن يفسر بالنعمان بن بشير ، فقد جاء ذلك عنه في حديث أنبأنا به، أحمد بن أبي بكر مكاتبة ، أن التقي سليمان بن حمزة (المقدسي) ، [ ص: 79 ] أخبرهم سماعا عليه، عن الحسن بن علي بن السيد ، أنا الحافظ أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر ، أنا أبو البركات بن نظيف ، أنا أبو محمد بن رشيق ، (أنا) أبو بشر الدولابي ، ثنا أبو جعفر محمد بن عوف بن سفيان (الطائي) الحمصي . ح. قال شيخنا: وأنا به - عاليا - محمد بن علي بن ساعد الحلبي ، في كتابه من مصر ، أن يوسف بن خليل الحافظ ، أخبرهم، بحلب : أنا محمد بن أبي زيد ، بأصبهان ، أنا محمود بن إسماعيل ، أنا أحمد بن فاذشاه ، ثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، ثنا محمد بن عبدوس بن جرير الصوري ، قالا: ثنا موسى بن أيوب ، ثنا محمد بن شعيب بن شابور ، عن صدقة مولى عبد الرحمن بن الوليد ، عن محمد بن علي بن الحسين ، قال: خرجت مع جدي حسين إلى أرض له بالزرانيق ، بظهر البيداء، فأدركنا ابن النعمان بن بشير ، على بغلة، فنزل عنها، وقال للحسين : اركب يا أبا عبد الله ، فأبى، فلم يزل يقسم عليه حتى قال: أما إنك قد كلفتني ما أكره، ولكن سأحدثك حديثا حدثتنيه أمي فاطمة ، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، قال: الرجل أحق بصدر دابته، وصدر فراشه، والصلاة في بيته، فقال ابن النعمان : صدقت فاطمة ، حدثني أبي، وهو ذا حي بالمدينة ، عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، بهذا الحديث.

                                                                                                                                                                                          وزاد فيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال فيه: "إلا أن يأذن" لفظ المؤدب . قال الطبراني : اسم ابن النعمان هذا يزيد .

                                                                                                                                                                                          قلت: وفي صحة هذا الحديث نظر، فإن صدقة فيه ضعف، ومحمد بن علي بن الحسين يصغر عن إدراك جده، في سن من تميز هذا التميز وقد ذكروا أن روايته، عن أم سلمة مرسلة، وهي عاشت بعد الحسين على الصحيح، لكن قد يضبط المرء من حديث أبيه، وجده ما لا يضبط عن غيرهم.

                                                                                                                                                                                          ولم ينفرد صدقة بهذا، فقد روى هذا الحديث الحكم بن عبد الله [ ص: 80 ] الأيلي ، أنه سمع محمد بن علي بن (الحسين) ، يقول: خرج الحسين ، وأنا معه، فذكر نحوه. لكن جعل الذي التقى ( بالحسين ) هو النعمان نفسه، وجعل الحديث عن أبيه بشير .

                                                                                                                                                                                          أخرجه الطبراني أيضا، والرواية الأولى أقرب إلى الصواب.

                                                                                                                                                                                          وفي الباب حديث آخر صحيح، قرأته على أم الحسن التنوخية ، عن سليمان بن حمزة ، أن الحافظ الضياء أخبرهم: أنا أبو زرعة اللفتواني ، أنا الحسين بن عبد الملك ، أنا عبد الرحمن بن الحسن ، أنا جعفر بن عبد الله ، أنا أبو بكر محمد بن هارون الروياني ، ثنا محمد بن إسحاق هو الصغاني ، ومحمد بن إسماعيل، هو البخاري ، فرقهما، قالا: ثنا علي بن الحسن" شقيق ، ثنا الحسين بن واقد ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، عن النبي، صلى الله عليه وسلم ، قال: الرجل أحق بصدر دابته، إلا أن يجعل لك ذاك. لفظ محمد بن إسحاق ، وحديث البخاري أتم.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية