الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله : [16] باب متى يستوجب [الرجل] القضاء؟   .

                                                                                                                                                                                          وقال الحسن : أخذ الله على الحكام أن لا يتبعوا الهوى ، ولا يخشوا الناس ، ولا يشتروا بآياتي ثمنا قليلا ، ثم قرأ يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق . . . إلى آخر الآية .

                                                                                                                                                                                          وقرأ إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا . . . الآية - إلى - الكافرون وقرأ وداوود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم - إلى قوله - حكما وعلما قال : فحمد سليمان ولم يلم داود ، ولولا ما [ ص: 292 ] ذكر الله من أمر هذين لرأيت أن القضاة هلكوا فإنه أثنى على هذا بعلمه ، وعذر هذا باجتهاده .

                                                                                                                                                                                          وقال مزاحم بن زفر : قال لنا عمر بن عبد العزيز : خمس إذا أخطأ القاضي منهن (خصلة ) كانت فيه وصمة : أن يكون فهما ، حليما ، عفيفا ، صليبا ، عالما ، سؤولا عن العلم .

                                                                                                                                                                                          أما أثر الحسن; فأخبرنا به أبو العباس أحمد بن الحسن ، قراءة عليه ، أنا أحمد ابن كشتغدي ، أنا أبو الفرج بن الصيقل ، عن أبي المكارم التيمي ، أن أبا علي الحداد ، أخبره : أنا أبو نعيم ، ثنا أبو إسحاق بن حمزة ، ثنا محمد بن خلف ، ثنا محمد بن إبراهيم (مربع ) ، ثنا سعيد ، ثنا أبو العوام ، عن قتادة ، عن الحسن ، به .

                                                                                                                                                                                          وأنبئت ، عن غير واحد ، عن أحمد بن يعقوب ، أن أبا المعالي بن اللحاس ، أخبره : عن أبي القاسم بن البسري ، أنا أبو أحمد الفرضي ، ثنا محمد بن يحيى الصولي ، ثنا القاسم بن إسماعيل ، ثنا محمد بن سلام ، ثنا حماد بن سلمة ، عن حميد ، قال : "دخلنا مع الحسن على إياس بن معاوية حين استقضي ، قال : فبكى إياس ، وقال : يا أبا سعيد ، يقولون : القضاة ثلاثة ، اثنان في النار ، وواحد في الجنة ، فقال الحسن : إن فيما قضى الله عليك في نبأ سليمان ما يرد على من قال هذا . وقرأ وداوود وسليمان - إلى قوله - شاهدين فحمد سليمان لصوابه ، ولم يذم داود لخطئه .

                                                                                                                                                                                          [ ص: 293 ] وأخبرنا عبد الله بن عمر بن علي ، قال : قرئ على عائشة بنت علي بن عمر ، وأنا أسمع ، أن (أحمد بن ) علي بن يوسف ، أخبرهم : أنا أبو القاسم البوصيري ، أنا علي بن الحسين الفراء ، أنا عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل ، أنا أبي ، أنا أحمد بن مروان ، ثنا أحمد بن يوسف ، ثنا أبو عبيد ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، ثنا حماد بن سلمة فذكر نحوه .

                                                                                                                                                                                          وأما رواية مزاحم ، فقال سعيد بن منصور في السنن : حدثنا عباد بن عباد ، ثنا مزاحم بن زفر ، قال : قدمنا على عمر بن عبد العزيز (رضي الله عنه ) في خلافته (وفدا ) من أهل الكوفة ، فسألنا عن بلادنا وقاضينا وعن أمره ، وقال : خمس إذا أخطأ القاضي منهن خصلة ، كانت فيه وصمة صماء : أن يكون (فهما ) حليما ، عفيفا ، عالما ، سؤولا عن العلم .

                                                                                                                                                                                          رواه ابن سعد ، عن عفان ، عن عباد نحوه .

                                                                                                                                                                                          قال : وأنا محمد بن عبد الله الأسدي ، ثنا سفيان ، عن يحيى بن سعيد ، عن عمر بن عبد العزيز ، قال : "لا ينبغي للقاضي أن يكون قاضيا حتى تكون فيه خمس خصال : عفيف ، حليم ، عالم بما كان قبله ، يستشير ذوي الرأي ، لا يبالي بملامة الناس" .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية