الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله [31] باب حسن إسلام المرء.

                                                                                                                                                                                          [41] قال مالك: أخبرني زيد بن أسلم ، أن عطاء بن يسار ، أخبره أن أبا سعيد الخدري ، أخبره أنه سمع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: "إذا أسلم العبد فحسن إسلامه يكفر الله عنه كل سيئة كان زلفها وكان بعد ذلك القصاص، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والسيئة بمثلها، إلا أن يتجاوز الله عنها".  هكذا علقه واختصر منه ألفاظا.

                                                                                                                                                                                          وقد وصله الحافظ أبو ذر الهروي في روايته للصحيح: فقال عقب هذا الحديث: المعلق : أخبرنا النضروي، يعني العباس بن الفضل ، ثنا الحسين بن إدريس ، ثنا هشام بن خالد ، ثنا الوليد بن مسلم ، عن مالك ، بهذا الحديث. كذا قال، ولم يسق لفظه.

                                                                                                                                                                                          فأخبرنا به تاما أبو بكر بن إبراهيم المقدسي ، عن أبي نصر بن العماد ، أن علي بن عبد الرحمن [الجوزي] ، كتب إليهم، أنا يحيى بن ثابت بن بندار ، أنا أبي ، أنا أبو بكر بن غالب ، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الفقيه الإسماعيلي ، أخبرني [ ص: 45 ] عبد الله بن محمد بن مسلم. ح. وأخبرنا أحمد بن أبي بكر المقدسي ، في كتابه، عن إسحاق بن يحيى الآمدي ، أن يوسف بن خليل [الآدمي] أخبره: أنا يحيى بن أسعد [بن بوش] أنا أبو طالب بن يوسف ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا محمد بن إبراهيم بن إسماعيل ، أنا أحمد بن علي بن شعيب المدائني ، قالا: أنا يونس بن عبد الأعلى ، حدثني يحيى بن عبد الله بن بكير ، واللفظ له. ح وقرأته عاليا على فاطمة بنت محمد بن عبد الهادي، عن محمد بن أبي الفضل الشيرازي ، أن محمود بن إبراهيم [بن منده] ، كتب إليهم: أنا الحسن بن العباس الفقيه ، أنا أبو عمرو بن أبي عبد الله بن منده ، أنا أبي ، أنا أحمد بن الحسن ثنا روح بن الفرج ، ثنا زيد بن بشر ، قالا: ثنا عبد الله بن وهب. ح وأخبرناه عاليا جدا أبو بكر بن العز بن قدامة ، عن محمد بن محمد بن محمد الفارسي ، أن محمد بن عبد الواحد المديني ، كتب إليهم: أنا أبو الخير محمد بن أحمد بن عمر الباغبان ، أنا إبراهيم بن محمد الطيان ، أنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قوله الأصبهاني ، ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، حدثني عمي ، أنا مالك ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: "إذا أسلم العبد فحسن إسلامه كفر الله عنه كل سيئة كان زلفها، وكتب له كل حسنة كان زلفها، ثم كان القصاص، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والسيئة بمثلها، إلا أن يتجاوز الله" .

                                                                                                                                                                                          وبه إلى ابن خرشيد قوله: ثنا أبو بكر النيسابوري ، ثنا يونس بن عبد الأعلى نحوه رواه الدارقطني في غرائب مالك ، عن أبي بكر النيسابوري ، عن يونس ، فوافقناه بعلو وأخبرنا أبو بكر بن إبراهيم المقدسي بسنده المتقدم آنفا إلى الإسماعيلي: ثنا موسى بن العباس [الجويني] ، ثنا إبراهيم بن سليمان البرلسي ، ومحمد بن إسماعيل الترمذي ، قالا: ثنا إسحاق بن محمد الفروي ، عن مالك نحوه. [ ص: 46 ]

                                                                                                                                                                                          ورواه البزار في مسنده: عن عبد الله بن شبيب ، عن إسحاق الفروي (به) . ورواه الدارقطني في غرائب مالك: عن أبي بكر الشافعي ، عن محمد بن إسماعيل الترمذي به.

                                                                                                                                                                                          وقال البزار: لا نعلم رواه عن زيد بن أسلم ، عن عطاء ، عن أبي سعيد ، إلا مالك.

                                                                                                                                                                                          وقرأت على فاطمة بنت العز بدمشق، عن سليمان بن حمزة ، أن الضياء أخبرهم: أنا أبو جعفر الصيدلاني ، أنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم ، أنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ، ثنا أحمد بن صالح قال: قرأت على عبد الله بن نافع ، أن مالكا حدثه عن زيد بن أسلم نحوه. وزاد في آخره: "إلا أن يغفر الله، وهو الغفور" رواه الحسن بن سفيان في مسنده: عن حميد بن قتيبة ، عن عبد الله بن نافع به ورواه الإسماعيلي في مستخرجه، عن الحسن.

                                                                                                                                                                                          ورواه الدارقطني في غرائب مالك، عن الحسن بن رشيق ، عن العباس بن محمد [الدوري] ، عن أحمد بن صالح به.

                                                                                                                                                                                          وقرأت على محمد بن محمد بن محمد بن منيع بصالحية دمشق، أخبرتكم زينب بنت أحمد [المقدسية] إجازة إن لم يكن سماعا، عن يوسف بن خليل الحافظ ، أن محمد بن إسماعيل [الأصبهاني] ، عن أبي علي المقرئ ، أنا أحمد بن عبد الله [أبو نعيم] ، ثنا أبو القاسم الطبراني ، ثنا عمر بن أبي الطاهر ، ثنا عبد العزيز بن يحيى ، [ ص: 47 ] ثنا مالك نحوه ولم يقل فيه: "فحسن إسلامه" وزاد فيه: "وقيل له: استأنف العمل".

                                                                                                                                                                                          رواه الدارقطني في غرائب مالك ، عن الطبراني ، إجازة، فوافقناه بعلو. وأخبرنا أبو هريرة بن الحافظ أبي عبد الله الذهبي ، إجازة غير مرة، أن أباه أخبره، أنا إسماعيل بن عبد الرحمن ، أنا أبو المحاسن بن السيد ، أنا الخضر بن الحسين بن عبدان ، أنا القاسم بن أبي العلاء ، أنا محمد بن عبد السلام ، أنا محمد بن سليمان ، أنا علي بن الحسين الجهني ، ثنا هشام بن خالد ، ثنا الوليد بن مسلم ، عن مالك ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم قال: "من أسلم وحسن إسلامه كتب الله له كل ما ازدلف من الحسنات، ومحا عنه ما ازدلف من السيئات، وما عمل من حسنة كان له بها عشر حسنات إلى سبعمائة، وما عمل من سيئة كتب عليه سيئة إلا أن يعفو الله عنه".

                                                                                                                                                                                          تابعه الحسين بن إدريس ، عن هشام بن خالد كما تقدم ورواه النسائي: ، عن أحمد بن المعلى ، عن صفوان بن صالح ، عن الوليد.

                                                                                                                                                                                          ورواه الدارقطني في غرائب مالك من حديث هشام بن خالد ، وصفوان بن صالح.

                                                                                                                                                                                          وأسنده الدارقطني من حديث طلحة بن يحيى بن النعمان بن أبي عياش الزرقي ، وإبراهيم بن المختار ، وزين بن شعيب كلهم عن مالك.

                                                                                                                                                                                          وقال الخطيب في الرواة عن مالك ، في ترجمة طلحة ، بعد أن أورد هذا الحديث من طريقه: هذا الحديث ثابت من حديث مالك.

                                                                                                                                                                                          وأنبئت عمن سمع علي بن أحمد السعدي ، عن عبد الرحيم بن عبد الرحمن [الشعري ] أن زاهر بن طاهر ، أخبره: أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ البيهقي في: "كتاب شعب الإيمان له"، أنا أبو جعفر بن كامل المستملي ، وأبو نصر عمر [ ص: 48 ] بن عبد العزيز بن قتادة ، قالا، أنا أبو العباس محمد بن إسحاق الضبعي ، ثنا الحسن بن علي السري ، ثنا إسماعيل بن أبي أويس ، حدثني مالك به. لم يخرج الدارقطني طريق إسماعيل. وممن رواه عن مالك أيضا، سعيد بن داود ، لكنه لم يحفظ متنه:

                                                                                                                                                                                          فأنبئت عن غير واحد، عن علي بن الحسين النجار ، أنا المبارك بن الحسن [الشهرزوري] في كتابه، عن أبي الحسين بن المهتدي بالله ، وغيره، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني ، ثنا محمد بن جعفر المطيري ، ثنا أحمد بن عبد الله بن زياد ، ثنا سعيد بن داود الزنبري ، ثنا مالك ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أسلم العبد خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه".

                                                                                                                                                                                          فاتفق هؤلاء وهم عشرة على هذا الإسناد، وخالفهم معن بن عيسى ، عن مالك فجعله عن أبي هريرة. لكن الراوي له عن معن بن عيسى ضعيف، وخالف مالكا سفيان بن عيينة فأرسله. لم يذكر فيه أبا سعيد ، ولا أبا هريرة.

                                                                                                                                                                                          وقد وقع لنا بعلو من حديث سفيان: أخبرناه أحمد بن خليل ، في كتابه، أن عبد الله بن الحسين بن أبي التائب ، أخبره: أنا إسماعيل بن أحمد [الرشيد العراقي] عن الحافظ أبي طاهر السلفي ، أنا أبو الخطاب بن البطر ، أنا عمر بن أحمد العكبري ، أنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي ، أنا جد أبي علي بن حرب الطائي ، ح. وأخبرناه أبو هريرة بن الحافظ أبي عبد الله الذهبي ، إجازة غير مرة، أن يحيى بن محمد بن سعد ، أخبره: أنا الحسن بن محمد بن الصباح في كتابه، أنا عبد الله بن رفاعة [الكرخي] ، أنا أبو الحسن الخلعي ، أنا عبد [ ص: 49 ] الرحمن بن عمر [البزار] ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، ثنا سعدان بن نضر ، قالا: ثنا سفيان بن عيينة ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، يخبر عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "إذا أسلم العبد فأحسن إسلامه يقبل الله كل حسنة زلفها، وكفر عنه كل سيئة زلفها، وكان في الإسلام ما كان، الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، والسيئة بمثلها أو يغفرها الله عز وجل".

                                                                                                                                                                                          وهكذا رواه الشافعي وغيره عن ابن عيينة.

                                                                                                                                                                                          وهذا الإرسال ليس بعلة قادحة، لأن مالكا أحفظ لحديث أهل المدينة من غيره، فقوله أولى، والله أعلم.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية