الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله: [12 -] باب التكبير أيام منى، وإذا غدا إلى عرفة.  

                                                                                                                                                                                          وكان عمر ، رضي الله عنه، يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا. وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعا. وكانت ميمونة تكبر يوم النحر، وكن النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان ، وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 379 ] أما أثر عمر ، فقال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو بكر بن إسحاق ، ثنا علي بن عبد العزيز ، قال: قال أبو عبيد: فحدثني يحيى بن سعيد ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن عبيد بن عمير "كان يكبر في قبته بمنى"، فيسمعه أهل المسجد، فيكبرون فيسمعه أهل السوق فيكبرون حتى ترتج منى تكبيرا.

                                                                                                                                                                                          رواه سعيد بن منصور في السنن: عن سفيان ، عن عمرو ، عن عبيد بن عمير ، به. وأما أثر ابن عمر ، فقال أبو بكر بن المنذر ، في كتاب (الاختلاف) ، ثنا موسى بن هارون ، ثنا أبي، ثنا محمد بن بكير ح. (وقال الفاكهي في أخبار مكة: أنا سعيد بن عبد الرحمن ، أنا عبد المجيد بن أبي رواد ، جميعا) عن ابن جريج ، أخبرني نافع ، أن ابن عمر كان يكبر بمنى، الأيام خلف الصلوات وعلى فراشه، و [في] فسطاطه، وفي ممشاه الأيام جميعا.

                                                                                                                                                                                          وقال الدارقطني: أخبرنا الحسن بن الخضر ، ثنا العباس بن محمد بن العباس [البصري] ، ثنا أحمد بن صالح ، قرأت على ابن نافع ، حدثني عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال: "التكبير أيام التشريق، بعد الظهر من يوم النحر، وآخرها في الصبح من آخر أيام التشريق".

                                                                                                                                                                                          وقرأت على مريم بنت أحمد، أخبركم علي بن عمر [السواني] ، أن عبد الرحمن ابن مكي ، أخبره: أنا أبو طاهر السلفي ، أنا أبو القاسم الربعي ، أنا أبو الحسن بن [ ص: 380 ] مخلد ، أنا إسماعيل الصفار ، ثنا الحسن بن عرفة ، ثنا إسماعيل بن عياش الحمصي ، عن موسى بن عقبة وعبيد الله بن عمر ، وعبد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر أنه كان في أيام التشريق إذا لم يصل في الجماعة لم يكبر أيام التشريق، رواية ابن عياش عن الحجازيين ضعيفة وهذا منها. وقد أنكره ابن المبارك على إسماعيل ، وقال: قد دفع إلي آل موسى بن عقبة كتابه وليس هذا فيه. انتهى.

                                                                                                                                                                                          وقد روي من طريق أخرى، عن نافع من رواية محمد بن سلمة الحراني ، عن أبي عبد الرحيم ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن عمر بن نافع ، عن أبيه، والطريق الأولى من رواية ابن جريج أثبت.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية