قوله: [60] باب النجش. ومن قال: لا يجوز ذلك البيع.
[ ص: 244 ] وقال ابن أبي أوفى: "الناجش آكل ربا خائن". وهو الخداع، باطل لا يحل.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الخديعة في النار، ومن عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد".
أما قول ابن أبي أوفى ، فهو مسند عند المؤلف في "باب قول الله، عز وجل: إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا في كتاب الشهادات في آخر الحديث.
وأما حديث "الخديعة في النار"، فرواه عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قيس بن سعد بن عبادة ، وأبو هريرة ، وابن مسعود ، وأنس.
أما حديث قيس بن سعد ، فقال ابن عدي في الكامل: أنا أبو العلاء الكوفي ، ثنا هشام بن عمار ، ثنا الجراح بن مليح البهراني ، ثنا أبو رافع ، عن قيس بن سعد ، قال: لولا أني سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم يقول: "المكر والخديعة في النار" لكنت من أمكر الناس.
وأما حديث أبي هريرة ، فرواه البزار في مسنده، وإسناده ضعيف. تفرد به عبيد الله بن أبي حميد ، عن أبي المليح ، عن أبي هريرة.
وله طريق أخرى: أخرجها أبو الشيخ في "كتاب الترهيب له" وفي إسناده جهالة.
وقال إسحاق بن راهويه في مسنده: حدثنا كلثوم بن محمد بن أبي سدرة ، ثنا عطاء الخراساني ، عن أبي هريرة ، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "المكر والخديعة في النار". [ ص: 245 ] فيه انقطاع بين عطاء وأبي هريرة.
وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين: عن عبدان بن محمد المروزي ، عن إسحاق به.
وأورد ابن عدي في ترجمة كلثوم ، وقال: إنه روى أحاديث لا يتابع عليها. أخرجه عن علي بن الحسين بن عبد الرحيم ، عن إسحاق به.
وأما حديث ابن مسعود ، فوقع لنا عاليا: قرأته على مريم الأسدية، عن علي بن عمر الواني ، سماعا، أن عبد الوهاب بن راج ، أخبرهم: أنا السلفي ، أنا أبو عبد الله الثقفي ، ثنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن المعدل ، إملاء، ثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن أبي عنان ، ثنا أبو خليفة. ح. وقرأته على الحافظ أبي الفضل بن الحسين ، أخبركم أبو الفتح الجبيلي ، أنا عبد الرحيم بن يوسف بن يحيى ، أنا عمر بن محمد ، أنا أبو المواهب ابن ملوك ، أنا القاضي أبو الطيب الطبري ، أنا أبو أحمد بن الغطريف ، ثنا أبو خليفة. ح. وقال الطبراني في المعجم الصغير: حدثنا أبو خليفة ، ثنا عثمان ابن الهيثم ، ثنا أبي، ثنا عاصم ، عن زر ، عن عبد الله بن مسعود ، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "المكر والخديعة في النار، ومن غشنا فليس منا".
رواه ابن حبان في صحيحه، عن أبي خليفة ، فوافقناه بعلو.
قال الطبراني: لم يروه عن عاصم إلا الهيثم ، تفرد به ابنه عنه.
قلت: والهيثم والد عثمان ، روى عنه جماعة غير ابنه، منهم أبو حذيفة ، وقال أبو حاتم: لم أر في حديثه مكروها.
وأما حديث أنس ، فرواه الحاكم في المستدرك، من طريق سيار بن سعد ، عنه، [ ص: 246 ] وزاد فيه: "والخيانة". وفي إسناده مقال.
وقد وقع لي من طريق أخرى مرسلا: قرأته على فاطمة بنت محمد بن عبد الهادي، عن علي بن يحيى الشاطبي ، أن الرشيد إسماعيل بن أحمد العراقي ، أخبرهم: عن الحافظ أبي طاهر السلفي ، أن جعفر بن أحمد السراج ، أخبره: أنا أبو محمد الجوهري ، ثنا محمد بن خلف ، ثنا أبو بكر بن سيار ، ثنا أبو صالح ، ثنا الليث ، عن أبي غسان المدني ، عن محمد بن سيرين ، (قال ) . بلغني أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: "المكر والخديعة في النار". انتهى.
فإن كان حديث أنس محفوظا، فيحتمل أن يكون محمد بن سيرين ، سمعه منه، ورواه ابن المبارك في البر والصلة، عن عوف ، عن الحسن ، قال: بلغني أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم قال: فذكر مثله.
وأما حديث "من عمل عملا.... الحديث"، فهو عند المؤلف من حديث القاسم ، عن عائشة، وسيأتي الكلام عليه في الصلح.


