الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله: [15] باب من أحيا أرضا مواتا.

                                                                                                                                                                                          ورأى ذلك علي في أرض الخراب (بموات الكوفة).

                                                                                                                                                                                          وقال عمر: من أحيا أرضا ميتة فهي له.  ويروى عن عمرو بن عوف ، عن النبي، صلى الله عليه وسلم. وقال في غير حق مسلم: وليس لعرق ظالم فيه حق. ويروى فيه عن جابر ، عن النبي، صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                          أما قول علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ............

                                                                                                                                                                                          وأما قول عمر ، فقال مالك في الموطإ: عن ابن شهاب ، عن سالم ، عن أبيه، "أن عمر قال: من أحيا أرضا ميتة فهي له".

                                                                                                                                                                                          وأخبرنا به عاليا فرج بن عبد الله الحافظي ، في كتابه، أنا مولاي شرف الدين عبد الله بن الحسن بن الحافظ ، عن عبد الرحمن بن مكي ، أن السلفي ، أخبره: أنا أبو الخطاب بن البطر ، أنا عمر بن أحمد البزاز ، أنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب ، ثنا جد أبي، ثنا سفيان ، عن الزهري ، بهذا.

                                                                                                                                                                                          وقد أسنده المؤلف من رواية عروة، عن عمر في الباب، وهو منقطع؛ لأن عروة لم يسمع عمر.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 309 ] وأما حديث عمرو بن عوف وهو المزني ، فأخبرني به عبد القادر بن محمد بن علي ، بقراءتي عليه بدمشق، عن زينب بنت الكمال، سماعا أن إبراهيم بن محمود المقرئ ، أخبرهم مكاتبة، عن شهدة بنت أحمد، سماعا أن الحسين بن أحمد بن طلحة ، أخبرهم: أنا أبو القاسم الحرفي ، ثنا أبو بكر النجاد الفقيه ، إملاء، ثنا عبد الملك بن محمد الرقاشي ، ثنا أبو عامر ، ثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف ، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "من أحيا أرضا ميتة فهي له".  

                                                                                                                                                                                          رواه البيهقي ، عن الحرفي ، فوافقناه بعلو. واختصره الرقاشي.

                                                                                                                                                                                          وقد أخبرنا به أتم (منه سياقة ) من حديث أبي عامر العقدي ، أبو الحسن علي بن محمد بن أبي المجد ، إذنا مشافهة، عن علي بن محمد بن ممدود ، أن أحمد بن يوسف [الأكاف] ، أخبره سماعا عليه: أنا أبو الحسين أحمد بن إسماعيل القزويني ، في كتابه، أنا هبة الله بن سعيد بن الموفق ، أنا الحسن بن محمد بن محمد بن أحمد بن حمويه ، أنا عبد الرحمن بن حمدان ، أنا أبو القاسم السمذي ، أنا جدي لأمي أبو محمد أحمد بن إبراهيم بن عبد الله ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، ثنا أبو عامر العقدي ، ثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني ، قال: حدثني أبي أن أباه أخبره: أنه سمع النبي، صلى الله عليه وسلم يقول: "من أحيا أرضا مواتا من غير أن يكون فيها حق مسلم، فهي له، وليس لعرق ظالم حق".  

                                                                                                                                                                                          وأما حديث جابر ، فقرأته على فاطمة بنت محمد بن المنجا، بدمشق أخبركم سليمان بن حمزة ، في كتابه، عن محمود بن إبراهيم [العبدي] ، أن محمد بن أحمد الموقت ، [ ص: 310 ] أخبرهم: أنا محمد [بن أحمد] بن علي السمسار ، أنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قوله، ثنا الحسين بن إسماعيل ، ثنا علي بن مسلم ، ثنا عباد بن عباد ، عن هشام بن عروة ، عن وهب بن كيسان ، عن جابر ، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "من أحيا أرضا ميتة فله فيها أجر، وما أكلت العوافي منها فهو له صدقة".

                                                                                                                                                                                          رواه الإمام أحمد في مسنده: عن عباد بن عباد فوافقناه بعلو درجة على طريق المسند.

                                                                                                                                                                                          ووقع لنا من حديث عباد بن عباد ، عاليا جدا. ورواه أيوب ، عن هشام بن عروة ، بلفظ آخر.

                                                                                                                                                                                          قرأته على أم الحسن بنت محمد بن أحمد بن محمد بن عثمان الدمشقية عن أبي الربيع بن قدامة ، أن الحافظ محمد بن عبد الواحد المقدسي ، أخبره: أنا أبو جعفر الصيدلاني ، أنا محمود بن إسماعيل الصيرفي ، أنا أبو بكر بن شاذان ، أنا أبو بكر القتاب ، أنا أبو بكر بن أبي عاصم ، ثنا أبو موسى ، ثنا عبد الوهاب ، ثنا أيوب ، عن هشام بن عروة ، عن وهب بن كيسان ، عن جابر ، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "من أحيا أرضا ميتة فهي له".

                                                                                                                                                                                          رواه الترمذي ، عن بندار ، عن عبد الوهاب ، فوافقناه في شيخ شيخه بعلو درجة. وقال: حسن صحيح. انتهى.

                                                                                                                                                                                          فإن قيل: لم مرضه البخاري ، وصححه الترمذي؟ قلت: الترمذي اتبع ظاهر إسناده. وأما البخاري فإنه عنده معلل للاختلاف فيه على هشام في إسناده، ولفظ متنه، أما اختلاف اللفظ فقد مضى، وأما اختلاف الإسناد، فرواه يحيى بن سعيد القطان ، وهو من حبال الحفظ. وأبو ضمرة أنس بن عياض المدني ، وأبو معاوية كلهم، عن هشام ، عن ابن رافع ، عن جابر.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 311 ] ورواه عبد الله بن إدريس ، وغيره، عن هشام (ابن عروة) ، عن أبيه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، مرسلا.

                                                                                                                                                                                          وكذا رواه يحيى بن عروة ، عن أبيه.

                                                                                                                                                                                          ورواه أبو الأسود ، عن عروة ، عن عائشة.

                                                                                                                                                                                          وفيه اختلاف غير هذا. فلهذا لم يجزم به. والله أعلم. وإن كان ظاهر الإسناد الصحة، فقد قدمنا أنه ربما مرض أحاديث صحيحة الإسناد لعلل فيها.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية