الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          وبه إلى حماد ، عن حبيب المعلم ، عن عطاء مثل ذلك.

                                                                                                                                                                                          وأما قول أهل الحجاز، فقال البيهقي في السنن الكبير: أنا علي بن محمد الرفاء ، أنا [أبو عمرو] بن محمد بن بشر ، ثنا إسماعيل بن إسحاق ، ثنا إسماعيل بن أبي أويس ، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه ، قال: "كل من أدركت من فقهائنا الذين ينتهى إلى قولهم، منهم سعيد بن المسيب ، وعروة بن الزبير ، والقاسم بن محمد ، وأبو بكر بن عبد الرحمن ، وخارجة بن زيد ، وعبيد الله بن عبد الله ، وسليمان بن يسار ، في مشيخة جلة سواهم، يقولون فيمن رعف غسل عنه الدم ولم يتوضأ.  

                                                                                                                                                                                          قلت: هؤلاء الفقهاء هم السبعة الذين دارت عليهم الفتوى بالمدينة، وقد جمعهم بعض الفضلاء في بيتين أنشدهما أبو الفرج الأصبهاني في كتابه، وهما: [ ص: 119 ]


                                                                                                                                                                                          ألا كل من لا يقتدي بأئمة فقسمته ضيزى عن الحق خارجه     فخذهم عبيد الله، عروة، قاسم
                                                                                                                                                                                          سعيد أبو بكر سليمان خارجه

                                                                                                                                                                                          .

                                                                                                                                                                                          وقال عبد الرزاق في مصنفه: حدثنا معمر ، عن حميد الطويل ، سألت سعيد بن جبير عن بثرة كانت (في وجهي) فعصرتها، فخرج منها دم، ففتته بأصبعي، قال: ليس فيها وضوء.

                                                                                                                                                                                          وعن ابن جريج: قلت لعطاء: أدخل أصبعي في أنفي، فتخرج مخضبة بالدم، قال: فلا تتوضأ و [لكن] اغسل عنك الدم.

                                                                                                                                                                                          وعن معمر ، عن جعفر بن برقان ، أخبرني ميمون بن مهران ، قال: "رأيت أبا هريرة أدخل أصبعه في أنفه [فخرجت مخضبة دما ففته] ، ثم صلى، ولم يتوضأ".

                                                                                                                                                                                          (وقال ابن أبي شيبة: حدثنا هشيم ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب أنه أدخل أصابعه في أنفه، فخرج دم [فمسحه فصلى، ولم يتوضأ] .

                                                                                                                                                                                          حدثنا وكيع ، عن حسين بن جعفر ، عن سليط بن عبيد الله بن يسار ، "رأيت ابن عمر رأى في [جرمانه] دما فبزق فيه، ثم دلكه" [ ص: 120 ]

                                                                                                                                                                                          قوله فيه: وعصر ابن عمر بثرة فخرج منها الدم، ولم يتوضأ.

                                                                                                                                                                                          قال البيهقي في السنن الكبير: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو الوليد الفقيه ، ثنا الحسن بن سفيان ، ثنا أبو بكر هو ابن أبي شيبة ، ثنا عبد الوهاب ، عن التيمي ، عن بكر، يعني ابن عبد الله [المزني] ، قال: "رأيت ابن عمر عصر بثرة في وجهه، فخرج شيء من دم، فحكه بين أصبعيه، ثم صلى ولم يتوضأ.  

                                                                                                                                                                                          هكذا رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، وهو إسناد صحيح.

                                                                                                                                                                                          ورواه أبو بكر الأثرم: ، عن موسى بن إسماعيل ، ثنا حماد، هو ابن سلمة ، عن حميد ، عن بكر. به.

                                                                                                                                                                                          قوله فيه: وبزق ابن أبي أوفى دما فمضى في صلاته.

                                                                                                                                                                                          قال ابن أبي شيبة في المصنف: حدثنا عبد الوهاب ، عن عطاء بن السائب ، قال: رأيت ابن أبي أوفى بزق (دما) ، وهو يصلي، ثم مضى في صلاته.

                                                                                                                                                                                          رواه عبد الرزاق: عن الثوري ، وابن عيينة ، عن عطاء بن السائب مثله. [ ص: 121 ]

                                                                                                                                                                                          ورواه أبو بكر الأثرم ، عن معاوية بن عمرو ، عن سفيان به.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية