الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله: [17] باب كراهية التطاول على الرقيق  

                                                                                                                                                                                          وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: "قوموا إلى سيدكم" وقال: "ومن سيدكم".

                                                                                                                                                                                          أما الأول فهو طرف من قصة سعد بن معاذ الأنصاري في حكمه على بني قريظة، وقد أسنده المؤلف في المغازي من حديث أبي سعيد.

                                                                                                                                                                                          وأما قول "من سيدكم" فهو طرف من حديث يروى عن جابر بن عبد الله وغيره في قصة عمرو بن الجموح.

                                                                                                                                                                                          ويروى، عن كعب بن مالك ، وغيره في قصة بشر بن البراء بن معرور.

                                                                                                                                                                                          وأما حديث جابر ، فقال البخاري في الأدب المفرد: حدثنا عبد الله بن أبي الأسود ، ثنا حميد بن الأسود ، عن الحجاج الصواف ، حدثني أبو الزبير ، عن جابر ، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "من سيدكم يا بني سلمة؟" قلنا: الجد بن قيس ، على أنا نبخله قال: "وأي داء أدوى من البخل؟ بل سيدكم عمرو بن الجموح"  وكان عمرو [يعترض] على أصنامهم في الجاهلية، وكان يولم عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم إذا تزوج.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 347 ] رواه أبو العباس السراج في تاريخه: عن إبراهيم بن حاتم الهروي ، عن إسماعيل بن إبراهيم ، عن حجاج الصواف.

                                                                                                                                                                                          رواه أبو خليفة الجمحي ، عن عبيد الله بن عائشة ، عن بشر بن المفضل ، عن عبد الله بن شبرمة ، عن الشعبي نحوه مرسلا.

                                                                                                                                                                                          قال ابن عائشة: فقال بعض الأنصار في ذلك، فذكر الشعر الذي فيه:


                                                                                                                                                                                          فسود عمرو بن الجموح لجوده وحق لعمرو بالندى أن يسودا

                                                                                                                                                                                          ورواه الحاكم في المستدرك: من طريق محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة نحوه بالحديث دون القصة.

                                                                                                                                                                                          وأما حديث كعب بن مالك ، فقرأنا على خديجة بنت أبي إسحاق بن سلطان، عن القاسم بن عساكر ، إجازة إن لم يكن سماعا، وعن أبي نصر بن مميل ، كلاهما عن محمود بن إبراهيم بن منده ، أنا أبو الخير محمد بن أحمد بن عمر ، أنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى ، أنا أبي، أنا عبد الله بن جعفر القارئ ، ثنا يعقوب بن سفيان ، ثنا عبد العزيز الأويسي ، ثنا إبراهيم بن سعد ، عن صالح بن كيسان ، عن ابن شهاب ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ، عن كعب بن مالك "أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: من سيدكم يا بني سلمة؟" قالوا: جد بن قيس ، فقال: "بم تسودونه؟" قالوا: إنه أكثرنا مالا، وإنا على ذلك لنزنه بالبخل، فقال: "وأي داء أدوى من البخل؟ ليس ذا سيدكم" قالوا: فمن سيدنا؟ قال: "سيدكم بشر بن البراء" إسناده صحيح.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية