الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          وأما حديث زهير بن صرد ، فقد وقع لنا بعلو: أخبرنيه أبو إسحاق التنوخي ، [ ص: 475 ] أن أحمد بن الفخر أخبرهم: أنا محمد بن إسماعيل ، أنا يحيى بن محمود [الثقفي] ، أنا أبو عدنان بن أبي نزار ، أنا محمد بن عبد الله ، ثنا سليمان بن أحمد ، ثنا عبيد الله بن رماجس برمادة الرملة سنة أربع وسبعين ومائتين، ثنا أبو عمرو زياد بن طارق - وكان قد أتت عليه مائة وعشرون سنة- سمعت أبا جرول زهير بن صرد الجشمي يقول: لما أسرنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يوم حنين، يوم هوازن، وذهب يفرق السبي، والنساء، أتيته، فأنشدته أقول: فذكر الشعر كما تقدم، وزاد بعدما ذكر:


                                                                                                                                                                                          إنا لنشكر للنعماء إذ كفرت وعندنا بعد هذا اليوم مدخر     فألبس العفو من قد كنت ترضعه
                                                                                                                                                                                          من أمهاتك إن العفو مشتهر     يا خير من مرحت كمت الجياد به
                                                                                                                                                                                          عند الهياج إذا ما استوقد الشرر     إنا نؤمل عفوا منك تلبسه
                                                                                                                                                                                          هدي البرية إذ تعفو وتنتصر     فاعف عفا الله عما أنت راهبه
                                                                                                                                                                                          يوم القيامة إذ يهدى لك الظفر

                                                                                                                                                                                          فقال: ما كان لي ولبني عبد المطلب، فهو لكم، فقالت قريش: ما كان لنا، فهو لله، ولرسوله، صلى الله عليه وسلم، وقالت الأنصار مثل ذلك،
                                                                                                                                                                                           
                                                                                                                                                                                          قال الطبراني: لا يروى عن زهير بهذا التمام إلا بهذا الإسناد.

                                                                                                                                                                                          قلت: وزياد بن طارق مجهول، قاله أبو منصور البادردي ، وأما عبيد الله بن رماجس ، فهو عبيد الله بن محمد بن خالد بن حبيب بن جبلة بن قيس بن عمرو بن عبيد بن ناشب بن عبيد بن غزية بن جشم. ورماجس لقب أبيه، أو جده، وقد روى هذا الحديث عنه أبو سعيد بن الأعرابي، وأبو مسعود محمد بن إبراهيم بن عيسى ببيت المقدس، وأبو جعفر أحمد بن إسماعيل بن عاصم ، والأمير بدر الحمامي مولى المعتضد ، والحسن بن زيد الجعفري ، وعبيد الله بن علي الخواص ، وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ، وآخرون، وقد أشبعت الكلام عليه في ترجمته في لسان الميزان.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية