الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1292 - حدثني عبد الله بن العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، حدثني [ ص: 255 ] أبي، أخبرني أبي، ثنا ابن شوذب، عن مطر الوراق، عن الحسن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان في بني إسرائيل رجل يقال له: جريج، وكان راهبا يعبد الله في صومعته، وكانت أمه تأتيه كل يوم بعشائه، فجاءت ذات يوم وهو في صلاته، فنادته: يا جريج، ثلاث مرات، فكره أن يقطع صلاته، فقالت أمه: اللهم لا تمت جريجا حتى ينظر في أعين المومسات، وكان راع يرعى بقرا، وكانت امرأة ترعى غنما، فأجنهما الليل عند صومعة جريج،  فقال الراعي: يا جريج تدخلنا هذه الصومعة هذه الليلة؟ فقال: نعم، فواقع الرجل المرأة، فحملت وكانت امرأة لا زوج لها، فلما وضعت حملها قيل لها: من أبو هذا الولد؟ فقالت جريج، كنت آوي إلى صومعته، فينزل إلي، فهذا منه، فخرجوا بأجمعهم حتى أتوا الصومعة، فنادوه: يا جريج، فلم يجبهم، فنادوه ثلاثا، فلم يجبهم كراهية أن يقطع صلاته، فأشعلوا النار في صومعته من جوانبها الأربع، فنزل إليهم، فقالوا: تزعم أنك عابد، وتفعل ما فعلت، هذا الولد منك؟ فنظر إليها وإليه، فتبسم ثم قال: يا غلام من أبوك، قال: أبي فلان الراعي، فقاموا إليه يقبلونه، فقال له الملك تبسمت؟ قال: ذكرت دعوة أمي، إنها أتتني ذات يوم، فنادتني وأنا أصلي، فلم أجبها، فغضبت، وقالت: اللهم لا تمت جريجا حتى ينظر في أعين المومسات. . .، [فقالوا] : نبني لك صومعتك من ذهب وفضة، [ ص: 256 ] فقال: لا حاجة لي بذلك، ردوها كما كانت "، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فهو أحد الثلاثة الذين تكلموا في المهد".

التالي السابق


الخدمات العلمية