الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الزبيدي عن أبي راشد الحبراني.

1832 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني زكريا [بن يحيى زحمويه ثنا فرج بن فضالة، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن أبي راشد الحبراني، عن ابن عبد كلال، عن عوف بن مالك الأشجعي، قال: سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرا، فنزلنا حتى إذا كان الليل أرقت عيناي، فلم يأتني النوم، فقمت فإذا ليس في العسكر دابة إلا واضع خده إلى الأرض، فإذا رفع شيء في العسكر لموضع مؤخرة الرحل، فقلت لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأكلأنه الليلة حتى أصبح، فخرجت أتخلل الرجال حتى دفعت إلى رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو [ ص: 77 ] ليس في رحله، فخرجت أتخلل الرحال حتى خرجت من العسكر، فإذا أنا بسواد، فتيممت ذلك السواد، فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، فقالا لي: ما الذي أخرجك؟ فقلت: الذي أخرجكما، فإذا نحن بغيضة منا غير بعيد، فمشينا إلى الغيضة، فإذا نحن نسمع فيها كدوي النحل أو كحفيف الرياح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أهاهنا أبو عبيدة بن الجراح؟" قلنا: نعم، قال: "ومعاذ بن جبل؟" قلنا: نعم يا رسول الله فقال: "وعوف بن مالك؟" قلنا: نعم يا رسول الله، فخرج إلينا فقال: "ألا أخبركم ما خيرني ربي آنفا؟" قلنا: بلى، قال: "خيرني ربي بين أن يدخل ثلث أمتي الجنة بغير حساب ولا عذاب وبين الشفاعة" قلنا: يا رسول الله ما الذي اخترت؟ قال: "الشفاعة" قلنا جميعا: يا رسول الله اجعلنا من أهل شفاعتك، قال: "شفاعتي لكل مسلم".  

التالي السابق


الخدمات العلمية