575 - حدثنا ثنا أحمد بن المعلى الدمشقي ، ثنا هشام بن عمار ، ثنا صدقة بن خالد ، قال سمعت ابن جابر، يقول: سمعت سليم بن عامر، يقول: عوف بن مالك الأشجعي، "أتدرون ما خيرني ربي الليلة؟" قلنا الله ورسوله أعلم، فقال: "فإن الله خيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة" فقلنا: يا رسول الله ادع الله أن يجعلنا من أهلها، قال: "هي لكل مسلم" . نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فاستيقظت من الليل فإذا أنا لا أرى في العسكر شيئا أطول من مؤخرة رحل قد لصق كل إنسان وبعيره بالأرض، فقمت أتخلل الناس حتى وقعت إلى مضجع النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا هو ليس فيه فوضعت يدي على الفراش فإذا هو بارد، فقمت فخرجت أتخلل الناس وأقول: إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خرجت من العسكر كله فبصرت بسواد فمضيت إليه فرميت بحجر فمضيت إلى السواد فإذا معاذ بن جبل وأبو عبيدة بن الجراح، وإذا بين أيدينا صوت كدوي الرحى، وكصوت القصباء تصيبها الرياح، فقال بعضنا لبعض: اثبتوا حتى تصبحوا أو يأتيكم [ ص: 327 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلبثنا ما شاء الله ثم نادى أثم معاذ بن جبل وأبو عبيدة بن الجراح وعوف بن مالك؟ قالوا: نعم فأقبل علينا حتى كنا معه لا نسأله شيئا ولا يخبرنا حتى قعد على فراشه فقال: