قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم قل أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا بل هو الله العزيز الحكيم
قوله: قل لكفار مكة : من يرزقكم من السماوات الرزق والمطر، "ومن الأرض" النبات والثمر، وإنما أمر بهذا السؤال احتجاجا عليهم بأن الذي يرزق هو المستحق للعبادة لا غيره، وذلك أنه إذا استفهمهم عن الرازق لم يمكنهم أن يثبتوا رازقا غير الله، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالجواب، فقال: قل الله لأنهم لا يصيبون أيضا بغير الله من الرازقين، وتم الكلام، ثم أمره بأن يخبرهم بأنهم على الضلال بعبادة غير الله بقوله: وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين فذهب المفسرون أن الألف في أو صلة، ومعناه واو العطف، كأنه قيل: وإنا وإياكم.
قال : معناه: إنا لعلى هدى، وإنكم لفي ضلال مبين. أبو عبيدة
قل لقومك: لا تسألون عما أجرمنا قال : لا تؤخذون بجرمنا ولا نسأل [ ص: 495 ] عن كفركم وتكذيبكم، وهذا على التبرؤ منهم ومن أعمالهم. ابن عباس
قل يجمع بيننا ربنا يعني بعد البعث في الآخرة، ثم يفتح بيننا بالحق ثم يقضي ويحكم بيننا بالعدل، وهو الفتاح القاضي، العليم بما يقضي.
قل للكفار، أروني أعلموني الذين ألحقتموهم بالله في العبادة معه شركاء هل يرزقون ويخلقون؟ كلا لا يرزقون ولا يخلقون، بل أي: ليس الأمر على ما أنتم عليه من إلحاق الشركاء به في العبادة الذي يخلق ويرزق، هو الله العزيز في ملكه، الحكيم في أمره.