الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون  وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين  

                                                                                                                                                                                                                                      وإذا قيل لهم لهؤلاء الكفار: اتقوا ما بين أيديكم من أمر الآخرة فاعملوا لها، وما خلفكم من أمر الدنيا، فاحذروها ولا تغتروا بها وما فيها من زهرتها، لعلكم ترحمون لتكونوا على رجاء الرحمة من الله، وجواب إذا محذوف على تقدير: وإذا قيل لهم هذا أعرضوا، يدل على المحذوف.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: وما تأتيهم من آية أي: عبرة ودلالة تدل على صدق محمد صلى الله عليه وسلم، إلا كانوا عنها معرضين وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال مقاتل : إن المؤمنين قالوا لكفار قريش: أنفقوا على المساكين ما زعمتم من أموالكم أنه لله، وهو ما جعلوه من حروثهم وأنعامهم لله.

                                                                                                                                                                                                                                      قالت الكفار: أنطعم أنرزق، من لو يشاء الله أطعمه رزقه، أي: نحن نوافق مشيئة الله فلا نطعم من لم يطعمه الله، وهذا خطأ منهم؛ لأن الله تعالى أغنى بعض الخلق وأفقر بعضها ليبلوا الغني بالفقير فيما فرض له في ماله من الزكاة، والمؤمن لا يعترض على المشيئة، وإنما يوافق الأمر.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إن أنتم إلا في ضلال مبين هذا من قول الكفار للمؤمنين، يقولون لهم: إن أنتم في اتباعكم محمدا وترك ديننا إلا في خطأ بين.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية