ثم ذكر من سبقت له من الله الشقاوة، فقال: أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب
أفمن حق عليه كلمة العذاب قال : من سبق في علم الله أنه في النار، أفأنت تنقذه فتجعله مؤمنا يعني لا تقدر على ذلك، قال ابن عباس : يريد عطاء أبا لهب وولده ومن تخلف من عشيرة النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان به.
لكن الذين اتقوا ربهم بالإيمان والطاعة، لهم غرف من فوقها غرف مبنية لهم منازل في الجنة رفيعة، وفوقها منازل أرفع منها، وعدهم الله تلك الغرف والمنازل وعدا لا يخلفه، وهو قوله: وعد الله، لا يخلف الله الميعاد ، ثم ذكر ما يدل على توحيده، وهو قوله: ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه أدخل ذلك الماء ينابيع في الأرض جمع ينبوع، وهو يفعول، من نبع الماء ينبع، والينابيع الأمكنة التي ينبع منها الماء. قال : فجعله عيونا وركابا في الأرض، ثم يخرج بذلك الماء من الأرض زرعا مختلفا ألوانه من أصفر وأحمر وأخضر وأبيض، ثم يهيج يجف، يقال: هاج النبت يهيج هيجا إذا تم جفافه، فتراه بعد الخضرة، مقاتل مصفرا ثم يجعله حطاما دقاقا متكسرا متفتتا، إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب تفكر لذوي العقول، يذكرون به ما لهم فيه من الدلالة على توحيد الله وقدرته.