الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      أخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان العدل ، نا علي بن سعيد بن العباس الرزاز ، نا أبو شعيب الحراني ، نا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، نا عبد العزيز بن محمد ، عن يزيد بن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن أم كلثوم بنت العباس ، عن العباس بن عبد المطلب ، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله تحاتت عنه ذنوبه كما يتحات عن الشجرة اليابسة ورقها"   .

                                                                                                                                                                                                                                      قال الزجاج : إذا ذكرت آيات العذاب اقشعرت جلود الخائفين الله تعالى، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إذا ذكرت آيات الرحمة، وهذا معنى قول جميع المفسرين، وقوله: ثم تلين جلودهم وقلوبهم أي: تطمئن وتسكن، إلى ذكر الله الجنة والثواب، فحذف مفعول الذكر للعلم به. قال قتادة : هذا نعت أولياء الله تعالى، نعتهم [ ص: 579 ] الله بأنهم تقشعر جلودهم وتطمئن قلوبهم إلى ذكر الله، ولم ينعتهم بذهاب عقولهم والغشيان عليهم، إنما ذلك في أهل البدع، وهو من الشيطان.

                                                                                                                                                                                                                                      "ذلك" يعني: أحسن الحديث، وهو القرآن، هدى الله الآية.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة نزلت في أبي جهل ، قال الكلبي : ينطلق به إلى النار مغلولا، فإذا رمت به الخزنة فيها لم يتقها بأول من وجهه. قال الزجاج : المعنى أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب كمن يدخل الجنة.

                                                                                                                                                                                                                                      وتم الكلام، ثم أخبر عما تقول الخزنة للكفار بقوله: وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون قال عطاء : يريد جزاء ما كنتم تعملون.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية