قوله: فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون قد قالها الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون فأصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون
فإذا مس الإنسان يعني الكافر، ضر دعانا ثم إذا خولناه أعطيناه نعمة منا من عندنا، قال إنما أوتيته ذكر الكناية؛ لأن المراد بالنعمة الإنعام، وقوله: على علم قال : على خير [ ص: 586 ] علمه الله عندي، وقال غيره: على علم من الله بأني له أهل. مقاتل
قال الله تعالى: بل هي فتنة أي: بلوى يبتلى بها العبد ليشكر أو ليكفر، ولكن أكثرهم لا يعلمون أن ذلك استدراج من الله لهم وامتحان.
قد قالها أي: قال تلك الكلمة، وهي قوله: إنما أوتيته على علم قال : يعني مقاتل قارون حين قال: إنما أوتيته على علم عندي. الذين من قبلهم يعني: الكفار الذين كانوا قبل هؤلاء، فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون ما أغنى عنهم الكفر من العذاب شيئا، والمعنى أنهم ظنوا أن ما آتيناهم لكرامتهم علينا، ولم يكن كذلك، لأنهم وقعوا في العذاب، ولم يغن عنهم ما كسبوا شيئا، وهو قوله: فأصابهم سيئات ما كسبوا أي: جزاؤها، يعني العذاب، ثم أوعد كفار مكة ، فقال: والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين لأن مرجعهم إلى الله فهم لا يعجزونه ولا يفوتونه فيجازيهم بأعمالهم.
أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء قال : وعظهم ليعتبروا في توحيده، وذلك حين أمطروا بعد سبع سنين، فقال: "أولم يعلموا أن الله يوسع الرزق لمن يشاء"، ويقتر على من يشاء. مقاتل