الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير  لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون  وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلا ما تتذكرون  إن الساعة لآتية لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان يعني : كفار قريش ، وقد تقدم تفسير هذا ، إن في صدورهم إلا كبر قال ابن عباس : ما يحملهم على تكذيبك إلا ما في صدورهم من العظمة .

                                                                                                                                                                                                                                      ما هم ببالغيه مقتضى ذلك الكبر ؛ لأن الله تعالى مذلهم ، وقال ابن قتيبة : إن في صدورهم إلا كبر تكبر على محمد صلى الله عليه وسلم ، وطمع أن يغلبوه ، وما هم ببالغي ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      فاستعذ بالله من شرهم ، وكرههم ، إنه [ ص: 19 ] هو السميع لقولهم ، البصير بهم .

                                                                                                                                                                                                                                      ثم نبه على عظم قدرته ، بقوله : لخلق السماوات والأرض مع عظمهما ، وكثرة أجزائهما ، ووقوفهما من غير عمد ، وجريان الأفلاك بالكواكب من غير سبب ، أعظم في النفس ، وأهول في الصدر ، من خلق الناس وإن كان عظيما بالحواس المهيأة للإدراك ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون يعني : الكفار حين لا يستدلون بذلك على توحيد خالقهما .

                                                                                                                                                                                                                                      ثم ضرب مثل الكافر والمؤمن ، فقال : وما يستوي إلى قوله : قليلا ما تتذكرون يعني : الكفار ، يقول : قل نظرهم فيما ينبغي أن ينظروا فيه مما دعوا إليه .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ أهل الكوفة بالتاء ، أي : قل لهم ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية