ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا
ويطوف عليهم ولدان مخلدون سبق تفسيره، وقد وصف الله تعالى في هذه السورة الأقداح وما فيها من الشراب، والسقاة الذين يطوفون بها، وهو قوله: إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا 4 قال : يريد في بياض اللؤلؤ، وحسنه. عطاء
واللؤلؤ إذا نثر من الخيط على البساط كان أحسن منه منظوما، وقال أهل المعاني: إنما شبهوا بالمنثور لانتثارهم في الخدمة، ولو كانوا صفا لشبهوا بالمنظوم.
قوله: "وإذا رأيت" أي: قال إذا رميت ببصرك، ونظرت، ثم يعني: الجنة، رأيت نعيما لا يوصف، وملكا كبيرا ، مقاتل : هو أن رسول رب العزة من الملائكة لا يدخل عليهم إلا بإذنهم. والكلبي
عاليهم ثياب سندس من نصب "عاليهم" جعله ظرفا، بمنزلة قولك فوقهم ثياب سندس، ويجوز أن تكون نصبا على الحال من [ ص: 405 ] قوله: وجزاهم بما صبروا ومن أسكن الياء كان في موضع رفع بالابتداء، وخبره: ثياب سندس، خضر -بالرفع- صفة لقوله: ثياب وبالخفض صفة لقوله: سندس، وهو إن كان واحدا أريد به الجنس، "وإستبرق" فيه الجر والرفع أيضا، فالجر من حيث عطف على السندس، ومن رفع أراد العطف على الثياب، وهذه الآية مفسرة في سورة الكهف، وسقاهم ربهم شرابا طهورا 4 قال : يقول طهور ليس بنجس كما كانت في الدنيا مذكورة بالنجاسة، والمعنى: أن ذلك الشراب طاهر، ليس كخمر الدنيا، قال الفراء : هو عين ماء على باب الجنة، من شرب منها نزع الله ما كان في قلبه من غش، وغل، وحسد. مقاتل
وقال أبو قلابة ، وإبراهيم : يؤتون بالطعام، فإذا كان آخر ذلك أتوا بالشراب الطهور، فيشربون، فتضمر بذلك بطونهم، ويغيض عرق من جلودهم مثل ريح المسك.
إن هذا يعني: ما وصف من نعيم أهل الجنة، كان لكم جزاء بأعمالكم، "وكان سعيكم" عملكم في الدنيا بطاعة الله، مشكورا قال : يريد شكرتكم عليه، وأثبتكم أفضل الثواب. عطاء