الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله: إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا  فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا  واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا  ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا  إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا  نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا  

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 406 ] إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا يعني: فصلناه في الإنزال، فلم ننزله جملة واحدة   .

                                                                                                                                                                                                                                      فاصبر لحكم ربك مفسر في مواضع، ولا تطع منهم من مشركي مكة آثما يعني: عتبة بن ربيعة ، أو كفورا يعني: الوليد بن المغيرة ، قالا له: ارجع عن هذا الأمر، ونحن نرضيك بالمال والتزويج.

                                                                                                                                                                                                                                      واذكر اسم ربك اذكره بالتوحيد في الصلاة، بكرة وأصيلا يعني: الفجر والعصر.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن الليل فاسجد له يعني: المغرب والعشاء، وسبحه ليلا طويلا يعني: التطوع بعد المكتوبة   .

                                                                                                                                                                                                                                      إن هؤلاء يعني: كفار مكة يحبون العاجلة الدار العاجلة، وهي الدنيا، ويذرون وراءهم يعني أمامهم، يوما ثقيلا عسيرا، شديدا، والمعنى: يتركونه، فلا يؤمنون به، ولا يعملون له.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم ذكر قدرته، فقال: نحن خلقناهم وشددنا أسرهم الأسر: شدة الخلق، يقال: شدد الله أسر فلان أي: قوى خلقه، قال الحسن : يعني: أوصالهم بعضا إلى بعض بالعروق والعصب.

                                                                                                                                                                                                                                      وروي عن مجاهد ، أنه قال في تفسير الأسر: الشرج، يعني: موضعي مصرفي البول والغائط، إذا خرج الأذى تقبضتا.

                                                                                                                                                                                                                                      وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا إذا شئنا أهلكناهم، وأتينا بأشباههم، فجعلناهم بدلا منهم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية