بسم الله الرحمن الرحيم.
والمرسلات عرفا فالعاصفات عصفا والناشرات نشرا فالفارقات فرقا فالملقيات ذكرا عذرا أو نذرا إنما توعدون لواقع فإذا النجوم طمست وإذا السماء فرجت وإذا الجبال نسفت وإذا الرسل أقتت لأي يوم أجلت ليوم الفصل وما أدراك ما يوم الفصل ويل يومئذ للمكذبين
والمرسلات عرفا يعني: الرياح أرسلت متتابعة كعرف الفرس.
فالعاصفات عصفا يعني: الرياح الشديدة الهبوب.
والناشرات نشرا يعني: الرياح التي تأتي بالمطر، وهي تنشر السحاب.
فالفارقات فرقا يعني: الملائكة تأتي بما يفرق بين الحق والباطل، والحلال والحرام، وقال : هي الريح تفرق بين السحاب فتبدده. مجاهد
وقال : هي آي القرآن، فرقت بين الحق والباطل، والحلال والحرام، وهو قول قتادة . الحسن
فالملقيات ذكرا يعني . الملائكة تلقي الذكر إلى الأنبياء
عذرا أو نذرا أي: للإعذار أو الإنذار، ومن أول السورة إلى هاهنا أقسام ذكرها الله تعالى على قوله: إنما توعدون أي: من أمر الساعة والبعث، لواقع لكائن.
ثم ذكر متى يقع فقال: فإذا النجوم طمست محي نورها.
وإذا السماء فرجت شقت.
وإذا الجبال نسفت قلعت من مكانها، كقوله تعالى: ينسفها ربي نسفا .
وإذا الرسل أقتت الهمزة في أقتت بدل من الواو المضمومة، وكل واو [ ص: 408 ] انضمت وكانت ضمتها لازمة جاز إبدالها بالهمزة، كقولهم: أجوه وأدور. ومن قرأ بالواو فهو على الأصل ولم يبدله، والمعنى: جمعت لوقتها، وهو يوم القيامة ليشهدوا على الأمم، وهو قوله: لأي يوم أجلت أي: أخرت، وضرب لهم الأجل لجمعهم يعجب العباد من ذلك اليوم.
ثم بين فقال: ليوم الفصل قال : يوم يفصل الرحمن بين الخلائق. ابن عباس
ثم عظم ذلك اليوم، فقال: وما أدراك ما يوم الفصل .
ثم ذكر حال الذين كذبوا بذلك اليوم، فقال: ويل يومئذ للمكذبين .