الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وخلقناكم أزواجا ذكرانا وإناثا.

                                                                                                                                                                                                                                      وجعلنا نومكم سباتا
                                                                                                                                                                                                                                       قال الزجاج : السبات هو أن ينقطع عن الروح والحركة في بدنه، أي: جعلنا نومكم راحة لكم. وقال ابن الأنباري : جعلنا نومكم قطعا لأعمالكم؛ لأن أصل السبت القطع.

                                                                                                                                                                                                                                      وجعلنا الليل لباسا ساترا بظلمته ستر اللباس من الثوب.

                                                                                                                                                                                                                                      وجعلنا النهار معاشا المعاش: العيش، وكل شيء يعاش به فهو معاش، والمعنى: وجعلنا النهار مبتغى معاش، أو مطلب معاش، قال عطاء ، عن ابن عباس : يريد: تبتغون فيه من فضل ربكم، وما قسم لكم فيه من رزقه.

                                                                                                                                                                                                                                      وبنينا فوقكم سبعا شدادا يريد: سبع سموات، غلظ كل واحدة مسيرة خمس مائة عام.

                                                                                                                                                                                                                                      وجعلنا سراجا وهاجا يعني: الشمس، قال الزجاج : الوهاج: الوقاد، وهو الذي وهج، يقال: وهجت تهج، وهجا ووهجانا.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 413 ] قال مقاتل : جعل فيه نورا وحرا، والوهج يجمع النور والحرارة.

                                                                                                                                                                                                                                      وأنزلنا من المعصرات قال مجاهد ، ومقاتل ، والكلبي ، وقتادة : يعني الرياح. وقال الأزهري : هي الرياح ذوات الأعاصير. "ومن" معناه الباء، كأنه قال: بالمعصرات، وذلك أن الريح تستدر المطر.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال أبو العالية ، والربيع ، والضحاك : هي السحاب، وهي رواية الوالبي ، عن ابن عباس . قال الفراء : المعصر: السحابة التي تتجلب المطر. وقوله: ماء ثجاجا أي: صبابا، يقال: ثج الماء يثج ثجوجا إذا انصب.

                                                                                                                                                                                                                                      لنخرج به أي: بذلك الماء، حبا وهو ما يأكله الناس، ونباتا ما تنبته الأرض، مما يأكل الناس والأنعام.

                                                                                                                                                                                                                                      وجنات ألفافا ملتفة من الشجر، واحدها: لف، بالكسر، وقال أبو العباس : واحدها لفا: وجمعها لف، ثم يجمع ألفافا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية