إن يوم الفصل كان ميقاتا يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا وفتحت السماء فكانت أبوابا وسيرت الجبال فكانت سرابا إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا لابثين فيها أحقابا لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا جزاء وفاقا إنهم كانوا لا يرجون حسابا وكذبوا بآياتنا كذابا وكل شيء أحصيناه كتابا فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا
إن يوم الفصل يوم القضاء بين الخلق، كان ميقاتا لما وعد الله من الثواب والعقاب.
يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا زمرا من كل مكان للحساب.
"وفتحت السماء" لنزول الملائكة، فكانت أبوابا أي: ذات أبواب.
وسيرت الجبال عن أماكنهم، فكانت سرابا أي: هباء منبثا لعين الناظر، كالسراب بعد شدتها وصلابتها.
إن جهنم كانت مرصادا قال : المرصاد: المكان الذي يرصد الراصد فيه العدو. وقال الزهري : مرصادا يرصدون به، أي: هو معد لهم، يرصد بها خزنتها الكفار. المبرد
ثم بين أنها مرصاد لمن، فقال: للطاغين قال : للمشركين الضالين. ابن عباس مآبا مرجعا يرجعون إليه.
لابثين فيها وقرأ لبثين فيها وهما بمعنى واحد، مثل [ ص: 414 ] طمع وطامع، وفره وفاره، حمزة أحقابا واحدها حقب، وهو ثمانون سنة، وقد مضى الكلام فيه، قال المفسرون: الحقب الواحد بضع وثمانون سنة، السنة ثلاث مائة وستون يوما، اليوم ألف سنة من أيام الدنيا. وقال : الحسن ، بل قال: لم يجعل الله لأهل النار مدة أحقابا فوالله ما هو إلا أنه إذا مضى حقب، دخل آخر ثم آخر، كذلك إلى الأبد.
أخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن الحسن التاجر ، أنا أبو محمد كوهي بن الحسن ، نا محمد بن هارون الحضرمي ، نا زياد بن أبي زياد هو البصري ، نا ، نا سليمان بن مسلم ، عن سليمان التيمي نافع ، عن ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابن عمر والحقب بضع وستون سنة، والسنة ثلاث مائة وستون يوما، كل يوم كألف سنة مما تعدون، فلا يتكلن على أن يخرج من النار" "ولا يخرج من النار من دخلها حتى يمكث فيها أحقابا، .
أخبرنا أبو محمد بن عمر الخشاب ، أنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري ، أنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ، نا عبد الرحمن بن صالح الأودي ، نا الحكم بن ظهير ، عن ، عن السدي مرة ، عن عبد الله رفعه قال: ولو علم أهل الجنة أنهم يلبثون في الجنة عدد حصى الدنيا لحزنوا لو علم أهل النار أنهم يلبثون في النار عدد حصى الدنيا لفرحوا، .