بسم الله الرحمن الرحيم.
إذا السماء انفطرت وإذا الكواكب انتثرت وإذا البحار فجرت وإذا القبور بعثرت علمت نفس ما قدمت وأخرت يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك كلا بل تكذبون بالدين وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون
إذا السماء انفطرت قال المفسرون: انفطارها انشقاقها كقوله: ويوم تشقق السماء .
وإذا الكواكب انتثرت تساقطت.
وإذا البحار فجرت فجر بعضها في بعض، فصارت بحرا واحدا، واختلط العذب بالملح.
وإذا القبور بعثرت قلب ترابها، وبعث الموتى الذين فيها، يقال: بعثر يبعثر بعثرة إذا قلب التراب، قال ، ابن عباس : يريد عند البعث، بحث عن الموتى فأخرجوا منها. ومقاتل
علمت نفس ما قدمت وأخرت وهذا كقوله: ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر وقد تقدم تفسيره.
أخبرنا الأستاذ أبو طاهر الزيادي ، أنا محمد بن الحسين بن الحسن بن الخليل القطان ، نا علي بن الحسين الهلالي ، نا عبد الله بن عثمان ، أنا ، نا عبد الله بن المبارك ، عن معمر ، عن عبد الكريم الجزري ، عن زياد بن أبي مريم في قوله تعالى: عبد الله بن مسعود علمت نفس ما قدمت وأخرت قال: ما قدمت من خير، وما أخرت من سنة [ ص: 434 ] حسنة استن بها بعده، فله أجر من اتبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيء، أو سنة سيئة عمل بها بعده فعليه وزر مثل وزر من عمل بها لا ينقص من أوزارهم شيء ويدل على صحة هذا التفسير ما.
أخبرنا الحسن بن علي بن محمد المقري ، أنا محمد بن عبد الله بن نعيم ، أنا الحسن بن حكيم ، نا ، أنا أبو الموجه ، أنا عبد الله بن المبارك ، عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي عبيدة بن حذيفة ، قال: حذيفة بن اليمان غير منتقص من أجورهم، ومن استن شرا فاستن به، فعليه وزره، ومثل أوزار من اتبعه غير منتقص من أوزارهم شيء"، قال: وتلا حذيفة بن اليمان "من استن خيرا، فاستن به، فله أجره، ومثل أجور من اتبعه، علمت نفس ما قدمت وأخرت . قام سائل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فسأل، فسكت القوم، ثم إن رجلا أعطاه فأعطاه القوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: