قال : نزلت في عطاء ، وقال الوليد بن المغيرة ، الكلبي : نزلت في ومقاتل أبي الأشدين ، ضرب النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يعاقبه الله تعالى، وأنزل هذه الآية.
يقول: ما الذي غرك بربك الكريم، المتجاوز عنك؛ إذ لم يعاقبك عاجلا بكفرك؟ قال : غره عدوه المسلط عليه، يعني: الشيطان. وقال قتادة : غره عفو الله عنه، حين لم يعاقبه في أول أمره. مقاتل
أخبرنا أبو إسحاق الثعالبي ، أنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الحافظ ، نا أبو علي بن جيش المقري ، نا أبو القاسم بن الفضل المقري ، نا علي بن الحسين ، نا المقدمي ، نا ، نا كثير بن هشام ، حدثني [ ص: 435 ] جعفر بن برقان ، قال: بلغني صالح بن مسمار أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ثم قال: جهله وقال : ما منكم من أحد إلا سيخلو الله به يوم القيامة، فيقول: يا ابن ابن مسعود آدم ما غرك بي؟ يا ابن آدم ماذا عملت فيما علمت؟ يا ابن آدم ماذا أجبت المرسلين؟ وقال إبراهيم بن الأشعث : قيل للفضيل بن عياض : لو أقامك الله يوم القيامة، فقال: ما غرك بربك الكريم؟ ماذا كنت تقول؟ قال: كنت أقول: غرني ستورك المرخاة. فنظمه محمد بن السماك ، فقال:
يا كاتم الذنب أما تستحي والله في الخلوة ثانيكا غرك من ربك إمهاله
وستره طول مساويكا
وتلا السري بن مغلس هذه الآية، فقال: غره رفق الله به. وقال يحيى بن معاذ : لو أقامني الله بين يديه، فقال: ما غرك بي؟ قلت: غرني بك برك بي سالفا وآنفا. وقال أبو بكر الوراق : لو قال لي: ما غرك بربك الكريم؟ لقلت: غرني كرم الكريم. وقال : لو قال لي: ما غرك بربك الكريم؟ قلت: يا رب، ما غرني إلا ما علمته من فضلك على عبادك. وأنشد منصور بن عمار أبو بكر بن طاهر الأبهري في هذا المعنى:
يا من غلا في الغي والتيه وغره طول تماديه
أملى لك الله فبارزته ولم تخف غب معاصيه
[ ص: 436 ] وقوله: "الذي خلقك" أي: من نطفة، ولم تك شيئا، فسواك رجلا، تسمع وتبصر، "فعدلك" جعلك معتدلا، قال : جعلك قائما، معتدلا، حسن الصورة. عطاء
وقال : عدل خلقك في العينين، والأذنين، واليدين، والرجلين، والمعنى: عدل بين ما خلق لك من الأعضاء التي في الإنسان منها اثنان، وقرأ الكوفيون فعدلك بالتخفيف، قال مقاتل : فصرفك إلى أي صورة ما شاء. قال: والتشديد أحسن الوجهين، لأنك تقول: عدلتك إلى كذا، كما تقول: صرفتك إلى كذا، ولا يحسن عدلتك فيه، ولا صرفتك فيه، وقال الفراء أبو علي الفارسي : معنى التخفيف: عدل بعضه ببعض، وكنت معتدل الخلقة متناسبها، فلا تفاوت فيها، ولا يلزم على هذا ما ألزم . الفراء
وقوله: في أي صورة ما شاء ركبك قال ، مقاتل : في أي شبه من أب، أو أم، أو خال، أو عم. والكلبي
يدل على صحة هذا التفسير ما.
أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن عبد الله زكريا الشيباني ، أنا أبو سهل بشر بن أحمد بن بشر ، نا أبو زكريا يحيى بن محمد بن محمد بن البحتري ، نا أبو كامل ، نا وهب بن سوار ، حدثني والدي سوار ، أن حدثه، أبا قلابة أن رجلا من الأنصار ولد له غلام على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أبا فلان مثل من أشبه ابنك، فقال: يا رسول الله وهل عسى أن يشبه إلا أباه أو أمه؟ قال: فأنكره عليه ثم قال: آدم ثم قرأ إن الإنسان إذا ما أخذ في خلقه أحضر كل عرق بينه وبين في أي صورة ما شاء ركبك .