الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      أخبرنا أبو عبد الله بن أبي إسحاق المزكي ، أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري ، نا جعفر بن محمد بن شاكر ، نا أبو بكر بن أبي الأسود البصري ، نا [ ص: 437 ] أنيس بن سوار الجرمي ، حدثني أبي، عن مالك بن الحويرث ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أراد الله خلق عبد جامع الرجل المرأة فطار ماؤه في كل عرق وعضو منها،  فإذا كان يوم السابع جمعه الله ثم أحضره كل عرق له دون آدم ، وفي أي صورة ما شاء ركبه" .

                                                                                                                                                                                                                                      أخبرنا الشيخ أبو معمر المفضل بن إسماعيل الإسماعيلي بجرجان ، أنا جدي الإمام أبو بكر الإسماعيلي ، أخبرني أبو بكر محمد بن الحسن النحاس ، نا محمد بن المثنى ، نا مظهر بن الهيثم الطائي ، نا موسى بن علي ، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لرجل: ما ولد لك؟ قال: يا رسول الله، ما عسى أن يولد لي؟ إما غلام وإما جارية، قال: فمن يشبه، قال: يشبه أمه أو أباه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مه لا تقولن هذا، إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضرها الله تعالى كل نسب بينها وبين آدم ،  أما قرأت هذه الآية في كتاب الله عز وجل في أي صورة ما شاء ركبك أي من نسبك.

                                                                                                                                                                                                                                      وذكر الفراء ، والزجاج قولا آخر: في أي صورة ما شاء ركبك : إما طويلا وإما قصيرا، وإما مستحسنا، وإما غير ذلك.  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: كلا أي: لا يؤمن هذا الإنسان الكافر، بل تكذبون بالدين بالجزاء والحساب، فتزعمون أنه غير كائن.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم أعلم أن أعمالهم محفوظة عليهم، فقال: وإن عليكم لحافظين أي: من الملائكة يحفظون عليكم أعمالكم.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم نعتهم، فقال: كراما أي: على ربهم، [ ص: 438 ] كاتبين يكتبون أعمال بني آدم .

                                                                                                                                                                                                                                      يعلمون ما تفعلون من خير أو شر، فيكتبونه عليكم، قال مجاهد : مع كل إنسان ملكان، ملك عن يمينه يكتب الخير، والذي عن شماله يكتب الشر.

                                                                                                                                                                                                                                      أخبرنا أبو حسان المزكي ، أنا أبو عمرو بن نجيد ، نا جعفر بن محمد بن سوار ، نا قتيبة بن سعيد ، نا المغيرة ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله قال: " يقول الله تعالى: إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة، فلا تكتبوها عليه حتى يعملها،  فإن عملها فاكتبوها بمثلها، وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة، وإذا أراد أن يعمل حسنة، فلم يعملها فاكتبوها له حسنة، فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف".

                                                                                                                                                                                                                                      وقال قتادة : سمعت عقبة بن صهبان ، يقول: أتى ابن عمر ، رضي الله عنهما، على قوم يعقدون التسبيح، فقال: أتعدون على الله حسناتكم؟ إن معكم حافظين كراما كاتبين.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية