قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين
قوله عز وجل: قل إن كنتم تحبون الله الآية، قال في رواية ابن عباس وقف النبي صلى الله عليه وسلم على الضحاك: قريش - وهم في المسجد الحرام يسجدون للأصنام - فقال: "يا معشر قريش، والله لقد خالفتم ملة أبيكم إبراهيم" .
فقالت قريش: إنما نعبد هذه حبا لله، ليقربونا إلى الله.
فقال الله: قل يا محمد، إن كنتم تحبون الله وتعبدون الأصنام بتقربكم إلى الله، فاتبعوني يحببكم الله فأنا رسوله إليكم، وحجته عليكم، وأنا أولى بالتعظيم من أصنامكم.
إرادته طاعته، وإيثاره أمره، ورضاه بشرائعه. ومعنى محبة العبد لله:
ومعنى "محبة الله للعبد": إرادته لثوابه، وعفوه عنه، وإنعامه عليه.
ومعنى الآية: إن كنتم تحبون طاعة الله وتريدون رضاه وثوابه فاتبعوني وأطيعوا أمري يثبكم الله، ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم .
ثم بين أن فلا يتم لأحد طاعة الله مع عصيان الرسول، فقال: طاعة الله معلقة بطاعة الرسول، قل أطيعوا الله والرسول قال يريد محمدا صلى الله عليه وسلم، فإن طاعتكم له طاعة لي. (فإن تولوا ) أعرضوا عن طاعتك، ابن عباس: فإن الله لا يحب الكافرين لا يغفر لهم ولا يثني عليهم.
إن الله اصطفى آدم ونوحا الآية، أي: جعلهم صفوة خلقه، واختارهم بالنبوة والرسالة.