الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم  قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله عز وجل: قل إن كنتم تحبون الله الآية، قال ابن عباس في رواية الضحاك: وقف النبي صلى الله عليه وسلم على قريش - وهم في المسجد الحرام يسجدون للأصنام - فقال: "يا معشر قريش، والله لقد خالفتم ملة أبيكم إبراهيم" .

                                                                                                                                                                                                                                      فقالت قريش: إنما نعبد هذه حبا لله، ليقربونا إلى الله.

                                                                                                                                                                                                                                      فقال الله: قل يا محمد، إن كنتم تحبون الله وتعبدون الأصنام بتقربكم إلى الله، فاتبعوني يحببكم الله فأنا رسوله إليكم، وحجته عليكم، وأنا أولى بالتعظيم من أصنامكم.


                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى محبة العبد لله:  إرادته طاعته، وإيثاره أمره، ورضاه بشرائعه.

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى "محبة الله للعبد": إرادته لثوابه، وعفوه عنه، وإنعامه عليه.

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى الآية: إن كنتم تحبون طاعة الله وتريدون رضاه وثوابه فاتبعوني وأطيعوا أمري يثبكم الله، ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم .

                                                                                                                                                                                                                                      ثم بين أن طاعة الله معلقة بطاعة الرسول،  فلا يتم لأحد طاعة الله مع عصيان الرسول، فقال: قل أطيعوا الله والرسول قال ابن عباس: يريد محمدا صلى الله عليه وسلم، فإن طاعتكم له طاعة لي. (فإن تولوا ) أعرضوا عن طاعتك، فإن الله لا يحب الكافرين لا يغفر لهم ولا يثني عليهم.

                                                                                                                                                                                                                                      إن الله اصطفى آدم ونوحا الآية، أي: جعلهم صفوة خلقه، واختارهم بالنبوة والرسالة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية