الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون  إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: إن الذين كفروا بعد إيمانهم قال ابن عباس: نزلت في اليهود، كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل بعثه.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم ازدادوا كفرا بالإقامة على كفرهم حتى هلكوا عليه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال قتادة: إن اليهود كفروا بعيسى والإنجيل بعد إيمانهم بأنبيائهم وكتبهم، ثم ازدادوا كفرا بكفرهم بمحمد والقرآن.

                                                                                                                                                                                                                                      لن تقبل توبتهم لأنهم لا يتوبون إلا عند حضور الموت، وأولئك هم الضالون .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ملء الشيء: قدر ما يملأه، يقال: ملء القدح.

                                                                                                                                                                                                                                      وانتصب ذهبا على التفسير.

                                                                                                                                                                                                                                      قال الزجاج: المعنى: لو قدم ملء الأرض ذهبا يتقرب به إلى الله ما ينفعه ذلك مع كفره، ولو افتدى من العذاب بملء الأرض ذهبا لم يقبل منه.

                                                                                                                                                                                                                                      أخبرنا عبد القاهر بن طاهر، أخبرنا إبراهيم بن أحمد بن رجاء، أخبرنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر [ ص: 462 ] الكوكبي، حدثنا العباس بن يزيد بن أبي حبيب، حدثنا يزيد بن زريع، وخالد بن الحارث، قالا: حدثنا سعيد، عن قتادة، حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقال للكافر يوم القيامة: أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبا أكنت مفتديا به؟  فيقول: نعم، فيقال له: قد سئلت ما هو أيسر من ذلك فلم تفعل".

                                                                                                                                                                                                                                      رواه مسلم عن القواريري، عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية