الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 469 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى، أخبرنا أبو عمرو بن مطر، حدثنا عبدان الجواليقي، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا صدقة بن يزيد، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تبارك وتعالى قال: إن عبدا أصححت له جسمه، وأوسعت عليه في الرزق، لم يفد إلي في كل خمسة أعوام عاما لمحروم".  

                                                                                                                                                                                                                                      أخبرنا الفضيل بن أحمد الصوفي، أخبرنا أبو علي بن أبي موسى، حدثنا محمد بن معاذ بن الفرج، حدثنا علي بن خشرم، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن ابن مسعود:

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 470 ] عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من لم يحج، ولم يوص بحج، ولم يحج عنه لم يقبل له يوم القيامة عمل"  أخبرنا أبو حسان المزكي، أخبرنا هارون بن محمد الأستراباذي، أخبرنا إسحاق بن أحمد الخزاعي، أخبرنا أبو الوليد الأزرقي، أخبرنا جدي أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي، عن سعيد بن سالم، عن عثمان بن ساج، أخبرني ابن جريج، قال: بلغنا أن اليهود قالت: بيت المقدس أعظم من الكعبة لأنه مهاجر الأنبياء ولأنه في الأرض المقدسة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال المسلمون: الكعبة أعظم.

                                                                                                                                                                                                                                      فبلغ ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فنزل إن أول بيت وضع للناس  حتى بلغ: فيه آيات بينات مقام إبراهيم وليس ذلك في بيت المقدس، ومن دخله كان آمنا وليس ذلك في بيت المقدس، ولله على الناس حج البيت وليس ذلك في بيت المقدس.


                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ومن كفر فإن الله غني عن العالمين قال ابن عباس والحسن وعطاء: جحد فرض الحج، وزعم أنه ليس بواجب عليه.

                                                                                                                                                                                                                                      وهذا قول جماعة من المفسرين.

                                                                                                                                                                                                                                      قال الضحاك: لما نزلت آية الحج جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الأديان كلهم فخطبهم فقال: "إن الله كتب عليكم الحج فحجوا".

                                                                                                                                                                                                                                      فآمن به المسلمون وكفر الباقون، فأنزل الله تعالى قوله: ومن كفر فإن الله غني عن العالمين
                                                                                                                                                                                                                                      .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 471 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية