ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون
قوله: ولتكن منكم أمة الخطاب للمؤمنين في هذه الآية، أي: كونوا أمة، يدعون إلى الخير قال [ ص: 475 ] مقاتل: إلى الإسلام.
ويأمرون بالمعروف يقولون بطاعة الله، وينهون عن المنكر عن معصية الله، وأولئك هم المفلحون يعني الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.
أخبرنا الأستاذ أبو طاهر الزيادي، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن الفضل المعمري، حدثنا حدثنا محمد بن يحيى الذهلي، حدثنا أبو همام الدلال، عن هشام بن سعد، عن عمرو بن عثمان بن هانئ، عاصم بن عمر، عن عروة، عن قال: عائشة وتسألوني فلا أعطيكم، وتستنصروني فلا أنصركم". أيها الناس إن الله تعالى يقول: مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، من قبل أن تدعوني فلا أجيبكم، دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفت في وجهه أنه قد حضره شيء، فتوضأ وخرج، وما كلم أحدا، فقعد على المنبر، فقال: "
وقوله: ولا تكونوا كالذين تفرقوا يعني اليهود والنصارى، تفرقوا بالعداوة والمخالفة، واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات يعني: صاروا فرقا مختلفين وكتابهم واحد.
قوله: يوم تبيض وجوه وتسود وجوه قال في رواية ابن عباس، تبيض وجوه المهاجرين وتسود وجوه عطاء: قريظة والنضير الذين كذبوا بمحمد عليه السلام.
وقال في رواية تبيض وجوه أهل السنة [ ص: 476 ] وتسود وجوه أهل البدعة. سعيد بن جبير:
فأما الذين اسودت وجوههم فقال لهم: أكفرتم بعد إيمانكم قال هم اليهود، شهدوا ابن عباس: لمحمد عليه السلام بالنبوة، فلما قدم عليهم كذبوه وكفروا به.
وقال هم أهل البدع كلهم. قتادة:
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى، أخبرنا مأمون بن أحمد بن مأمون السري، حدثنا إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، حدثنا نصر بن علي، حدثنا أبي، حدثنا عن حميد بن مهران، عن أبي غالب، أبي أمامة، يوم تبيض وجوه وتسود وجوه قال: هم الخوارج". عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: