كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون
قوله تعالى: كنتم خير أمة قال الفراء كنتم خير أمة عند الله في اللوح المحفوظ، قالا: ويجوز أن يكون معنى والزجاج: كنتم خير أمة : أنتم خير أمة، كقوله: واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم وقال في موضع آخر: واذكروا إذ أنتم قليل .
قال يريد أمة ابن عباس: محمد عليه السلام.
وقال أصل هذا الخطاب لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يعم سائر أمته. الزجاج:
وقوله: أخرجت للناس قال خير الناس للناس يأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في دين الإسلام. أبو هريرة:
وقال عكرمة خير الناس; لأنه لم يؤمر أحد بالقتال غير ومجاهد: محمد صلى الله عليه وسلم، فأنتم تسبون الروم وفارس تدخلونهم في دينكم.
أخبرنا عبد القاهر بن طاهر، أخبرنا محمد بن يزيد الجوري، أخبرنا إبراهيم بن شريك، حدثنا [ ص: 478 ] حدثنا شهاب بن عباد، عن حماد بن زيد، عن أبيه، عن جده: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: بهز بن حكيم، "أنتم وفيتم سبعين أمة، وأنتم خيرها وأكرمها على الله".
وأخبرنا أخبرنا عبد القاهر، أبو الحسن السراج، حدثنا الحسن بن المثنى، حدثنا أبو حذيفة، حدثنا عن سفيان الثوري، عن موسى الجهني، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشعبي "أهل الجنة عشرون ومائة صف، ثمانون من أمتي، وأربعون من سائر الناس" [ ص: 479 ] .
أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن الحسن التاجر، أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن يوسف، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله المقري، حدثنا حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي، حدثنا محمد بن بشر العبدي، مسعر، عن عن علي بن مدرك، أبي بردة، عن أبيه أنه: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أمتي مرحومة، لا حساب عليها في الآخرة ولا عذاب" وذكر عيسى ابن مريم أمة محمد عليه السلام، فقال: أخف الناس أحلاما وأثقلهم ميزانا، فأما خفة أحلامهم: فلعنهم البهائم، وأما ثقل موازينهم: فذلة ألسنتهم بكلمة ثقلت على من كان قبلهم: لا إله إلا الله.
[ ص: 480 ] ثم مدحهم بما فيهم من الخصال الحميدة، وأخبر بها عنهم، فقال: تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله .
قوله: لن يضروكم إلا أذى أي: ضررا يسيرا باللسان، مثل الوعيد والبهت، وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار أي: ينهزمون، فيجعلون مآخيرهم مما يليكم.
وهذا فلم يقاتل يهود وعد من الله تعالى لنبيه والمؤمنين بالنصرة على أهل الكتاب وهزيمتهم عند القتال، المدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين إلا ولوا منهزمين.
قوله: ضربت عليهم الذلة فسرناه في سورة البقرة.
أين ما ثقفوا 44 صودفوا ووجدوا، إلا بحبل من الله وحبل من الناس أي: بعهد من الله وعهد من المؤمنين، يعني الذمة والأمان الذي يأخذونه من المؤمنين بإذن الله، فيحقن دماءهم، ويمنع فروجهم وأموالهم عن الاغتنام والسبي، وباقي الآية تقدم تفسيره في سورة البقرة.