الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون  يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين  وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: ليسوا سواء أخبر الله تعالى أن أهل الكتاب غير متساوين، ثم أخبر بافترائهم فقال: [ ص: 481 ] من أهل الكتاب أمة قائمة قال ابن عباس: أي: على الحق وعلى أمر الله، لم يتركوه كما تركه الآخرون.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال السدي: قائمة بطاعة الله.

                                                                                                                                                                                                                                      يتلون آيات الله يقرءون كتاب الله، آناء الليل ساعاته، الواحد "إنى"، مقصور، و "إني" مثل نحي.

                                                                                                                                                                                                                                      أراد مؤمني أهل الكتاب، وهم يسجدون أي: يصلون.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ويأمرون بالمعروف قال ابن عباس: بتوحيد الله.

                                                                                                                                                                                                                                      وينهون عن المنكر عن الشرك بالله.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الزجاج: يأمرون باتباع النبي عليه السلام وينهون عن الإقامة على مشاقته.

                                                                                                                                                                                                                                      ويسارعون في الخيرات يبادرونها خوف الفوت بالموت، ويجوز أن يكون المعنى: يعملونها غير متثاقلين فيها.

                                                                                                                                                                                                                                      وما يفعلوا من خير فلن يكفروه لن يعدموا ثوابه، ولن يجحدوا جزاءه، ومن قرأ بالياء فهو كناية وإخبار عن الأمة القائمة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية