إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون
قوله: إن الذين كفروا يعني اليهود، لن تغني عنهم لن تدفع عنهم الضرر إذا نزل بهم، أموالهم ولا [ ص: 482 ] أولادهم المعنى: لن تغني عنهم أموالهم في الصدقات ولا أولادهم في الشافاعات، بخلاف المؤمن، فإن المؤمن ينفعه ماله في الكفارات والصدقات، وأولاده في الشفاعة.
ثم ذكر بطلان نفقاتهم فقال: مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا قال يعني جميع نفقات الكفار في الدنيا وصدقاتهم. مجاهد:
وقال يعني نفقة سفلة اليهود على علمائهم. مقاتل:
وقوله: كمثل ريح فيها صر الصر: البرد الشديد.
قال أعلم الله تعالى أن ضرر نفقتهم عليهم كضرر هذه الريح على هذا الزرع، وهو قوله: الزجاج: أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم بالكفر والمعصية، فأهلكته وما ظلمهم الله لأن كل ما فعله بخلقه فهو منه عدل، ولكن أنفسهم يظلمون بالكفر والعصيان.
والمعنى: أن هؤلاء رجوا فائدة نفقاتهم، فعادت عليهم بالمضرة، كما رجا أصحاب الزرع عائدة زروعهم فضرتها الريح، فأهلكتها.