الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون  مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: إن الذين كفروا يعني اليهود، لن تغني عنهم لن تدفع عنهم الضرر إذا نزل بهم، أموالهم ولا [ ص: 482 ] أولادهم المعنى: لن تغني عنهم أموالهم في الصدقات ولا أولادهم في الشافاعات، بخلاف المؤمن، فإن المؤمن ينفعه ماله في الكفارات والصدقات، وأولاده في الشفاعة.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم ذكر بطلان نفقاتهم فقال: مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا قال مجاهد: يعني جميع نفقات الكفار في الدنيا وصدقاتهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال مقاتل: يعني نفقة سفلة اليهود على علمائهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: كمثل ريح فيها صر الصر: البرد الشديد.

                                                                                                                                                                                                                                      قال الزجاج: أعلم الله تعالى أن ضرر نفقتهم عليهم كضرر هذه الريح على هذا الزرع، وهو قوله: أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم بالكفر والمعصية، فأهلكته وما ظلمهم الله لأن كل ما فعله بخلقه فهو منه عدل، ولكن أنفسهم يظلمون بالكفر والعصيان.

                                                                                                                                                                                                                                      والمعنى: أن هؤلاء رجوا فائدة نفقاتهم، فعادت عليهم بالمضرة، كما رجا أصحاب الزرع عائدة زروعهم فضرتها الريح، فأهلكتها.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية