الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون  

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: إن ينصركم الله فلا غالب لكم أي: من الناس.

                                                                                                                                                                                                                                      والمعنى: إن ينصركم الله لم يضركم خذلان من خذلكم.

                                                                                                                                                                                                                                      وإن يخذلكم معنى الخذلان: القعود عن النصرة وقت الحاجة إليها.

                                                                                                                                                                                                                                      فمن ذا الذي ينصركم من بعده هذا استفهام بمعنى النفي، أي: لا ينصركم أحد من بعده.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الكلبي: إن ينصركم الله يعني أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما فعل يوم بدر، فلا غالب لكم وإن يخذلكم كما كان يوم أحد، فمن ذا الذي ينصركم أي: يمنعكم من عدوكم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: من بعده ظاهر الكناية يعود إلى اسم الله تعالى.

                                                                                                                                                                                                                                      والمعنى على حذف المضاف بتقدير: من بعد خذلانه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية