وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون
قوله عز وجل: وما كان لنبي أن يغل روى عكرمة، عن فقدت قطيفة حمراء يوم ابن عباس: بدر [ ص: 514 ] مما أصيب من المشركين، فقال أناس: لعل النبي صلى الله عليه وسلم أخذها.
فأنزل الله تعالى: وما كان لنبي أن يغل أي: يخون، من الغلول وهو الخيانة، وأصله: أخذ الشيء في خفية، يقول: ما كان لنبي أن يخون فيكم الغنيمة من أصحابه.
و "أن" مع الفعل بمنزلة المصدر، كأنه قيل: ما كان لنبي الغلول، أراد: ما غل نبي، ينفي عن الأنبياء الغلول.
وقرئ يغل - بضم الياء وفتح الغين - من الإغلال وهو النسبة إلى الغلول، قال قرأ أصحاب الفراء: عبد الله يغل يريدون: أن يسرق ويخون، وذلك جائز، وإن لم يقل: يغلل، فيكون مثل قوله تعالى: فإنهم لا يكذبونك و لا يكذبونك .
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم النجار، حدثنا سليمان بن أيوب الطبراني، حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد النرسي، حدثنا أبو عمر الدوري المقري، عن أبي محمد اليزيدي، عن عن أبي عمرو بن العلاء، مجاهد، عن أنه كان ينكر على من يقرأ: ابن عباس: وما كان لنبي أن يغل ويقول: كيف لا يكون له أن يغل، وقد كان يقتل، قال الله: ويقتلون الأنبياء ولكن فأنزل الله تعالى: المنافقين اتهموا النبي صلى الله عليه وسلم في شيء من الغنيمة، وما كان لنبي أن يغل [ ص: 515 ] .
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبيد الله المخلدي، أخبرنا إبراهيم بن أحمد بن رجاء، أخبرنا حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا عبد الواحد بن غياث، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبيه، قال: سمعت هشام بن عروة، يقول: أبا حميد الساعدي ابن اللتبية على الصدقة، فلما جاء قال: هذا لكم وهذه الهدية أهديت إلي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا جلست في بيت أمك وأبيك حتى تأتيك هديتك؟ ثم قال: أما والذي نفس محمد بيده، فلا أعرفن رجلا يجيء يوم القيامة وهو يحمل على عنقه بعيرا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر، ثم بسط يده حتى رأيت بياض إبطيه، فقال: ألا هل بلغت، ثلاثا، ما يأخذ أحدكم شيئا بغير حقه إلا جاء يوم القيامة وهو يحمله على عنقه، رواه استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مسلم، عن أبي كريب، عن أبي أسامة، وقوله تعالى: هشام بن عروة ثم توفى كل نفس ما كسبت قال يريد: تجازى ثواب عملها. ابن عباس:
وهم لا يظلمون لا ينقصون من ثواب أعمالهم شيئا.