وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى [ ص: 285 ] مع القوم الظالمين وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون
قوله: وكذب به قومك يعني: بالقرآن وهو الحق قل لست عليكم بوكيل قال لست عليكم بحافظ حتى أجازيكم على تكذيبكم وأعمالكم، إنما أنا منذر والله المجازي بأعمالكم. الحسن:
والمعنى: لم أوكل بحفظكم ومنعكم من الكفر، وهذا مما نسخته آية القتال.
لكل نبإ مستقر لكل خبر يخبره الله تعالى وقت ومكان يقع فيه من غير خلف ولا تأخير.
قال لكل نبإ حقيقة: إما في الدنيا، وإما في الآخرة. مجاهد:
وسوف تعلمون: ما كان في الدنيا فسوف ترونه، وما كان في الآخرة فسوف يبدو لكم.
قوله: وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا قال المفسرون: كان المشركون إذا جالسوا المؤمنين وقعوا في رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن، فشتموا واستهزءوا، فأمرهم الله تعالى ألا يقعدوا معهم فقال: فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره .
وقال أمر الله تعالى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إذا رأيت المشركين يكذبون بالقرآن وبك، ويستهزئون فاترك مجالستهم حتى يكون خوضهم في غير القرآن. ابن عباس:
وإما ينسينك الشيطان وقرأ ابن عامر: ينسينك بالتشديد، وأفعل وفعل يجريان مجرى واحدا.
قال يريد: إن نسيت فقعدت، ابن عباس: فلا تقعد بعد الذكرى ، وقم إذا ذكرت.
مع القوم الظالمين يعني: المشركين.
قوله: وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء قال قال المسلمون: لئن كنا كلما استهزأ [ ص: 286 ] المشركون بالقرآن وخاضوا فيه قمنا عنهم لم نستطع أن نجلس في المسجد الحرام وأن نطوف بالبيت، فنزل: ابن عباس: وما على الذين يتقون أي: الشرك والكبائر والفواحش من حسابهم: من آثامهم من شيء ولكن ذكرى يقول: ذكروهم بالقرآن، فرخص لهم في مجالستهم على ما أمروا به من المواعظ لهم لعلهم يتقون: الاستهزاء والخوض.