وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون
قوله: وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا يعني: الكفار الذين إذا سمعوا بآيات الله استهزءوا بها وتلاعبوا عن ذكرها، وذكر به: وعظ بالقرآن أن تبسل نفس بما كسبت قال الحسن، ومجاهد، وعكرمة: تسلم للهلكة.
والإبسال: أن يبسل الرجل فيخذل، يقال: أبسلته بجنايته، أي: أسلمته بها، وهو الترك.
ومعنى الآية: وذكرهم بالقرآن إسلام الجانين بجناياتهم لعلهم يخافون فيتقون.
وقوله: ليس لها أي: للنفس المبسلة من دون الله ولي ولا شفيع يعني في الآخرة.
وإن تعدل كل عدل وإن تفد كل فداء لا يؤخذ منها قال إن تفد بالدنيا وما فيها لا يؤخذ منها. ابن عباس:
وقال لو جاءت بملء الأرض ذهبا لم يقبل منها. قتادة:
أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا أسلموا للهلاك لهم شراب من حميم وهو الماء الحار، وعذاب أليم: موجع مؤلم بما كانوا يكفرون بكفرهم بالله والقرآن.