الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله: يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم  

                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس قال الليث: النجس: القذر من الناس ومن كل شيء، يقال: رجل نجس، وقوم أنجاس.

                                                                                                                                                                                                                                      ولغة أخرى رجل نجس، وقوم نجس، ورجلان نجس، ومنه قوله تعالى: إنما المشركون نجس قال ابن عباس: يريد لا يغتسلون من الجنابة، ولا يتوضؤون لله تعالى، ولا يصلون لله.

                                                                                                                                                                                                                                      فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا أي: لا يدخلوا الحرم بعد سنة تسع، أمر المسلمون بمنع المشركين من الحج ودخول الحرم، ولما منعوا من دخول الحرم، قال المسلمون: إنهم كانوا يأتون بالميرة ويتبايعون، فالآن تنقطع المتاجر ويضيق العيش.

                                                                                                                                                                                                                                      فأنزل الله عز وجل: وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله قال ابن عباس: يتفضل عليكم بما هو أوسع وأكثر.

                                                                                                                                                                                                                                      قال مقاتل: ثم أسلم أهل جدة وصنعاء وجرش، وحملوا الطعام إلى مكة وكفاهم الله ما كانوا يتخوفون، وقوله: إن الله عليم حكيم قال ابن عباس: عليم بما يصلحكم، حكيم فيما حكم من المشركين.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية