الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: وآخرون مرجون لأمر الله نزلت في كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية، كانوا مياسير تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك من غير عذر، ثم لم يبالغوا في الاعتذار كما فعل غيرهم، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم، ونهى الناس عن مكالمتهم ومخالطتهم حتى نزل قوله: وعلى الثلاثة الذين خلفوا  الآية، وسنذكر قصتهم هناك، ومعنى مرجون لأمر الله مؤخرون ليقضي الله فيهم ما هو قاض، وهو قوله: إما يعذبهم وإما يتوب عليهم قال الزجاج: إما لأحد الشيئين، والله عز وجل عالم بما يصير إليه أمرهم إلا أنه خاطب العباد بما يعلمون.

                                                                                                                                                                                                                                      والمعنى: ليكن أمرهم عندكم على الخوف والرجاء، فقال ناس: إنهم هلكوا إذ لم ينزل لهم عذر.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال آخرون: عسى الله أن يغفر لهم.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: والله عليم أي: بما يؤول إليه حالهم، حكيم فيما يفعله بهم.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 524 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية