إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب [ ص: 540 ] العالمين
قوله: إن الذين لا يرجون لقاءنا قال ابن عباس، لا يخافون البعث لأنهم لا يؤمنون به. ومقاتل:
والرجاء هاهنا بمعنى الخوف كقوله: لا ترجون لله وقارا ، ورضوا بالحياة الدنيا بدلا من الآخرة، واطمأنوا بها ركنوا إليها لأنهم لا يؤمنون بالآخرة، والذين هم عن آياتنا غافلون يعني: آيات القرآن وما فيها من الفرائض والأحكام.
قوله تعالى: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم قال المفسرون: يهديهم ربهم إلى الجنة ثوابا لهم بإيمانهم.
وقال يكون لهم نور يمشون به. مجاهد:
وقال يهديهم بالنور على الصراط إلى الجنة. مقاتل:
وقوله: تجري من تحتهم الأنهار أي: بين أيديهم وهم يرونها من أسرتهم وقصورهم، وقوله: دعواهم فيها سبحانك اللهم الدعوى مصدر كالدعاء، ذكرنا ذلك في قوله: فما كان دعواهم ، قال ابن عباس:
فجاء ما يشتهون فإذا طعموا مما يشتهون قالوا: الحمد لله رب العالمين. كلما اشتهى أهل الجنة شيئا قالوا: سبحانك اللهم.
فذلك قوله: وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين .
وقوله: وتحيتهم فيها سلام يحيي بعضهم بعضا بالسلام وتحية الملائكة إياهم، وتحية الله سلام، وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين قال أعلم الله أنهم يبتدئون بتعظيم الله وتنزيهه، ويختمون بشكره والثناء عليه. الزجاج: