وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح المجرمون
قوله: وإذا تتلى عليهم أي: على مشركي مكة، آياتنا بينات يعني: القرآن، قال الذين لا يرجون لقاءنا لا يخافون البعث، ائت بقرآن غير هذا أي: بقرآن ليس فيه عيب آلهتنا، وذكر البعث والنشور، أو بدله أي: تكلم به من ذات نفسك، فبدل منه ما نكره، قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي ما ينبغي لي أن أبدله أغيره من قبل نفسي، قال أي: الذي أتيت به من عند الله لا من عند نفسي فأبدله. الزجاج:
وهو قوله: إن أتبع إلا ما يوحى إلي قال يريد: ما أخبركم إلا ما أخبرني الله به، وقوله: ابن عباس: قل لو شاء الله ما تلوته عليكم قال يقول: لو شاء الله ما قرأت عليكم القرآن. ابن عباس:
ولا أدراكم به ولا أعلمكم الله بالقرآن وأدراني الله به، والمعنى: لو شاء الله ألا ينزل القرآن ما أعلمكم به ولا أمرني بتلاوته عليكم، فقد لبثت فيكم عمرا من قبله قال أقمت فيكم أربعين سنة لا أحدثكم بشيء من القرآن ولا آتيكم به، أفلا تعقلون أنه ليس من قبلي. ابن عباس:
قوله: فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أي: لا أحد أظلم ممن يظلم ظلم الكفر فيزعم أن لله ولدا وشريكا، قال يريد: أني لم أفتر على الله ولم أكذب عليه، وأنتم فعلتم ذلك حيث زعمتم أن معه شريكا وعبدتم الأوثان وكذبتم نبيه صلى الله عليه وسلم وما جاء به من عند الله تعالى. ابن عباس:
إنه لا يفلح المجرمون لا يسعد من كذب أنبياء الله.