ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه [ ص: 542 ] يختلفون ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين
ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم إن لم يعبدوه، ولا ينفعهم إن عبدوه، ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قال شفعاء في إصلاح معاشهم في الدنيا، لأنهم لا يقرون بالبعث. الحسن:
قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض قال أتخبرون الله أن له شريكا ولا يعلم الله لنفسه شريكا في السماوات ولا في الأرض. الضحاك:
والمعنى: أتخبرون الله بالكذب فيما يعلم أنه ليس بموجود؟ ثم نزه نفسه عما افتروه فقال: سبحانه وتعالى عما يشركون .
قوله: وما كان الناس إلا أمة واحدة أي: مجمعة على دين واحد يعني: من لدن إبراهيم عليه السلام إلى أن غير الدين عمرو بن لحي، فاختلفوا.
قاله في رواية ابن عباس وقال في رواية عطاء، يعني: أمة كافرة على عهد الكلبي: إبراهيم، فاختلفوا فآمن بعضهم وكفر بعضهم.
وقال مجاهد، كانوا على ملة الإسلام إلى أن قتل أحد ابني والسدي: آدم أخاه، وقوله: ولولا كلمة سبقت من ربك بتأخير هذه الأمة، وأنه لا يهلكهم بالعذاب كما أهلك الذين من قبلهم، لقضي بينهم بنزول العذاب، وتعجيل العقوبة للمكذبين، فكان ذلك فصلا بينهم فيما فيه يختلفون، قوله: ويقولون يعني: أهل مكة: لولا أنزل عليه آية من ربه مثل العصا واليد، فقل إنما الغيب لله يعني أن قولكم: هلا أنزل عليه آية غيب، ولا يعلم الغيب إلا الله، فانتظروا نزول الآية، إني معكم من المنتظرين لنزولها.