أخبرناه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله الحافظ، أنا عبد الله بن محمد بن جعفر الحافظ، نا أبو يعلى، وعبدان الجواليقي، وأبو بكر بن أبي عاصم، قالوا: حدثنا هدبة، قال وحدثنا أبو يعلى: قالا: حدثنا حوثرة بن أشرس عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: صهيب، للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ، قال: " إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار ناد مناد: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه فيقولون: ما هو؟ ألم تثقل موازيننا؟ وتبيض وجوهنا وتدخلنا الجنة وتنجينا من النار، فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله عز وجل فما من شيء أعطوه هو أحب إليهم من النظر إليه وهو الزيادة". قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هذا حديث هدبة، وفي حديث حوثرة، قال: الحسنى: الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة بعد نظرهم إليه عز وجل.
قال حوثرة في أثر هذا الحديث: كنا نسمع حمادا يحدث بهذه الأحاديث على رءوس الناس فلا ينكرونها حتى جاء قوم يزعمون أن الله عز وجل لا يرى في الدنيا ولا في الآخرة وكذبوا.
رواه عن مسلم، . هدبة بن خالد
وقوله: ولا يرهق وجوههم أي: لا يغشاها، يقال: رهقه ما يكره.
أي: غشيه ومصدره الرهق، قال ولا يصيب وجوههم قتر يعني: سواد الوجوه من الكآبة. ابن عباس:
قال يريد دخان جهنم. عطاء:
ولا ذلة كما تصيب أهل جهنم.
قوله: والذين كسبوا السيئات قال عملوا الشرك. ابن عباس:
جزاء سيئة بمثلها قال فلهم جزاء السيئة بمثلها. الفراء:
والمعنى: أنهم يجزون بمثل ما عملوا، وترهقهم ذلة يصيبهم الذل والخزي والهوان، ما لهم من الله من عاصم ما لهم من عذاب الله من مانع يمنعهم، كأنما أغشيت ألبست، وجوههم قطعا من الليل طائفة من الليل وبعضا منه، مظلما قال الفراء، هو نعت لقوله قطعا، والمعنى: وصف وجوههم بالسواد حتى كأنها ألبست سوادا من الليل، ومن قرأ: قطعا مفتوحة الطاء فهي جمع قطعة، ومظلما على هذه القراءة حال من الليل، المعنى: أغشيت وجوههم قطعا من الليل في حال ظلمته. والزجاج:
[ ص: 546 ]