ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت وردوا إلى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون
قوله: ويوم نحشرهم جميعا قال ابن عباس، ويوم نجمع المشركين وشركاءهم، والكفار وآلهتهم، ومقاتل: ثم نقول للذين أشركوا مكانكم ، قال مكانكم منصوب على الأمر، كأنهم قيل لهم: الزموا أنتم وشركاؤكم مكانكم حتى نفصل بينكم. الزجاج:
ومعنى وشركاؤكم أي: الذين جعلتموهم شركاء في العبادة، فزيلنا فرقنا وميزنا بينهم، قال المفسرون: فرقنا بين المشركين وبين شركائهم من الآلهة والأصنام، وذلك حين تبرأ كل معبود من دون الله ممن عبده.
وهو قوله: وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون قال أنكروا عبادتهم. ابن عباس:
وذلك أن الله تعالى ينطق الأوثان فتقول: ما كنا نشعر بأنكم إيانا تعبدون.
فكفى بالله الآية، هذا كلام معبوديهم لما تبرأوا منهم قالوا: يشهد الله على علمه فينا، ما كنا عن عبادتهم إلا غافلين؛ لأنه لم تكن فينا روح وما كنا نسمع ولا نبصر.
هنالك أي: في ذلك الوقت، تبلو تختبر، كل نفس ما أسلفت قدمت من خير أو شر، وذلك أن من قدم خيرا أو شرا جوزي عليه، فيختبر الخير ويجد ثوابه، ويختبر الشر ويجد عقابه، وقرئ: تتلو بتاءين، ومعناه: تقرأ كتابها، وما كتب من أعمالها التي قدمتها، وردوا إلى الله إلى حكمه، فينفرد فيهم بالحكم، مولاهم الحق الذي يتولى ويملك أمرهم، وضل أي: وزال وبطل، عنهم ما كانوا يفترون في الدنيا من التكذيب.