فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم وإن فرعون لعال في الأرض وإنه لمن المسرفين وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين
قوله: فما آمن لموسى أي: ما صدقه إلا ذرية من قومه يعني: ذرية يعقوب وهم بنو إسرائيل الذين كانوا بمصر وإن فرعون لعال في الأرض قال متطاول في أرض ابن عباس: مصر، وإنه لمن المسرفين حين كان عبدا فادعى الربوبية، ثم أمر موسى: من آمن من قومه بالتوكل على الله في دفع شر فرعون، وهو قوله: وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله الآية، فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين أي: لا تظهرهم علينا فيروا أنهم خير منا فيزدادوا طغيانا، قال لا تهلكنا بعذاب على أيدي قوم فرعون ولا بعذاب من عندك، فيقول قوم فرعون: لو كانوا على حق ما عذبوا ولا تسلطنا عليهم فيفتنوا. مجاهد:
ونجنا برحمتك من القوم الكافرين وذلك أنهم كانوا يستعبدونهم ويأمرونهم بالأعمال الشاقة فسأل الله النجاة منهم.
قوله: وأوحينا إلى موسى وأخيه الآية، قال المفسرون: لما أرسل موسى أمر فرعون بمساجد بني إسرائيل فخربت كلها، ومنعوا من الصلاة، فأمروا أن يتخذوا مساجد في بيوتهم ويصلوا فيها خوفا من فرعون.
وذلك قوله: واجعلوا بيوتكم قبلة قال صلوا في بيوتكم لتأمنوا من الخوف. الزجاج:
وقال عن عكرمة، واجعلوا بيوتكم مساجد. ابن عباس:
[ ص: 557 ]