وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون
قوله: وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا قال كان لهم من لدن ابن عباس: فسطاط مصر إلى أرض الحبشة جبال فيها معادن ذهب وفضة وزبرجد وياقوت.
ربنا ليضلوا عن سبيلك أي: إنك جعلت هذه الأموال سببا لضلالهم لأنهم بطروا بها فاستكبروا عن الإيمان، وطغوا في الأرض، ربنا اطمس على أموالهم قال تأويل طمس الشيء إذهابه عن صورته، والانتفاع به على الحالة الأولى التي كانت عليها. الزجاج:
قال المفسرون: صارت أموالهم حجارة، الدراهم والدنانير صارت حجارة منقوشة صحاحا وأثلاثا وأنصافا.
قال القرظي: جعل سكرهم حجارة.
وقال بلغنا أن حروثا لهم صارت حجارة. قتادة:
وقال لم يبق لهم معدن إلا طمس الله عليه فلم ينتفع به أحد بعد. عطاء:
وقوله: واشدد على قلوبهم قال امنعهم عن الإيمان بك، والمعنى: اطبع عليها حتى لا تلين ولا تنشرح للإيمان، وهذا دليل على أن الله يفعل ذلك بمن يشاء، ولولا ذلك ما حسن من ابن عباس: موسى هذا السؤال، وقوله: فلا يؤمنوا قال الفراء، فلا يؤمنوا دعاء عليهم أيضا. والزجاج:
والتأويل: فلا آمنوا حتى يروا العذاب الأليم يعني: الغرق.
قال قد أجيبت دعوتكما قال المفسرون: كان موسى يدعو وهارون يؤمن ولذلك قال دعوتكما.
فاستقيما على الرسالة والدعوة إلى أن يأتيهم العذاب، ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون لا تسلكان طريق الذين يجهلون حقيقة وعدي، فتستعجلان قضائي، وخفف ابن عامر نون تتبعان للتضعيف.