إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون
قوله: إن الذين حقت عليهم كلمت ربك قال قول ربك بالسخط عليهم. ابن عباس:
وقال سخط ربك بما عصوه. قتادة:
وقال وجبت عليهم كلمة العذاب. مقاتل:
لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بالآيات حتى يؤمنوا، قال الله تعالى: لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ، فلا ينفعهم حينئذ إيمانهم كما لم ينفع إيمان فرعون حيث أدركه الغرق.
قوله: فلولا كانت قرية آمنت الآية: لولا معناها هاهنا النفي، قال في رواية ابن عباس فما كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم عطاء: يونس.
فقال: يريد: لم أفعل هذا بأمة قط، إلا قوم يونس لما آمنوا عند نزول العذاب كشفنا عنهم.
وقال قتادة: لم يكن هذا معروفا لأمة من الأمم كفرت، ثم آمنت عند نزول العذاب، فكشف عنهم إلا قوم يونس كشف عنهم العذاب بعد ما تدلى عليهم.
وهو قوله: كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا قال يريد: سخط الله عليهم في الحياة الدنيا، ابن عباس: ومتعناهم إلى حين يريد: حين آجالهم.
قوله: ولو شاء ربك الآية، قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصا على أن يؤمن جميع الناس ويتابعوه على الهدى، فأخبر الله أنه لا يؤمن إلا من سبقت له السعادة من الله، وأنه لو شاء لآمن الناس كلهم. ابن عباس:
ثم أنكر عليه فقال: إكراه الناس على الإيمان أفأنت تكره الناس الآية، وهذا منسوخ بآية القتال، قوله: وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله قال إلا بما سبق لها في قضاء الله وقدره. ابن عباس:
وقال بمشيئة الله. عطاء:
وقال وما كان لنفس الوصلة إلى الإيمان إلا بتوفيق الله، وهو إذنه. الزجاج:
ويجعل الرجس قال السخط. ابن عباس:
وقال [ ص: 561 ] الحسن: العذاب.
على الذين لا يعقلون قال لا يؤمنون. ابن عباس:
والمعنى: لا يعقلون عن الله أمره ونهيه.